آنَ لأحمد المديني أن يستريح

سيأتي مؤرخو الأدب في يوم ما ويجدون ان اسم أحمد المديني الذي أغرق المكتبة بعشرات الكتب قد عاش في أوهام الكتابة وأوهام سلخ الجلد والآخرين وأنه لم يكتب إلا ادبا لم يظهر له نوع ينتمي إليه، أدب الهذيان، وهو يريد أن يكون قاصا وروائيا وشاعرا ومنظرا وجلادا، لكنه لم ينجح في أي شيء كما لم ينجح خلال كل السنوات الطويلة التي توهم فيها انه كاتب في أن يجمع حوله قراء يستمعون إليه بقدر ما حاول جمع عدد من الطبالين والغياطة المأجورين وهم قلة قليلة لم تسلم من ضرباته.لذلك فقد صدق فعلا أنه في سباق حقيقي، وبات يكتب سنويا بدون كلل كتبا متشابهة ومقالات رديئة. وما روايته الأخير ‘رجال البيضاء’ إلا إعلان جديد ومتكرر عن إفلاسه الذي يجره معه منذ سبعينيات القرن الفائت، رواية كلها احتقار لرجال التعليم ولعامة الشعب ولأصدقائه بتشويههم والكذب على الأموات منهم.
وكما في روايته ، أيضا في مقالاته التي تفتقد لسياق واضح وأيضا لرؤية ظاهرة، بات أحمد المديني يكتب دون أن يدري أحد هل يكتب عن نفسه أم يريد أن ينصب نفسه وصيا على الأدب السردي العربي ، والحقيقة الجلية أنه يكتب الحقد بنفس الهذيان وقلة الذكاء والحياء. ومن غرائبه أنه يسب ويشوه الأدب المغربي في جرائد أجنبية كأنه بذلك يريد أن يصفي حساباته عن طريق المقالات وما يسمى بالروايات.
آن الآوان لأحمد المديني أن يستريح وقد بلغ من العمر عتيا، 82 سنة، بعدما نال حجا مبرورا هدية من المملكة، وحجا عيساويا من أصيلة. ماذا يريد بعد ذلك؟ فإذا كان لم يجد حظه مع مجالييه، فهل يعتقد أن الزمن سيسعفه لكي يجد مكانا لهذيانه وأحقاده بين هؤلاء الذين يسميهم بالدراري.