الشباب المبدع رهان مستقبل السينما موضوع ندوة فكرية بافران

انطلقت هذه الندوة بكلمة افتتاحية لمدير المهرجان الاستاذ عبد العزيز بلغالي مرحبا بمؤطري الندوة وبالحضور الكريم، ومذكرا بأهمية هذه الندوة، المنظمة تحت شعار “الشباب المبدع رهان مستقبل السينما”، التي دأبت جمعية نادي الشاشة للطفولة والشباب على تنظيمها والتي تستضيف من خلالها مخرجين ونقاد وأدباء.
وقد عرفت هذه الندوة التي سيرها باقتدار المخرج الدكتور عز العرب العلوي لمحارزي، حضور كلا من الدكتورة مريم أيت بالحسين والأستاذ حسني امبارك والاستاذ المصطفى أفقير.
قبل انطلاق المداخلات المبرمجة، ذكر الدكتور عزالعرب بالسياق العام لهذه الندوة الذي يندرج ضمن موضوع الدورة.
في مداخلة لها انطلقت الدكتور مريم أيت بلحسين وهي أستاذة جامعية، من كيفية تحويل الفرجة السينمائية إلى عادة لدى جميع أفراد المجتمع وخاصة منهم الشباب. حيث انطلقت من السؤال المشروع، ما الهدف من السينما؟
مبرزة أن الغرض منها هو تنمية اللاوعي قبل بناء الوعي، وأنسنة المواضيع المتناولة من طرف السينما حتى تطلع بأدوارها الرئيسية، وهذا يقودنا
سواء كدولة أو كمجتمع للحديث عن حاجيات المنتوجات السينمائية التي تخدم حاجيات المجتمع، مثلا محاربة المخدرات، وهذا يحيلنا على الإنتاج والتمويل لخدمة هذه القضايا.
كما ركزت في مداخلتها هذه على دور الأندية السينمائية في نشر قيم السينما وثقافة الصورة وحاجة المجتمع إليها لكونها المشجع الرئيسي على ولوج قاعات السينما ومشاركة هذه التجربة الإنسانية ومناقشة مواضيع مجتمعية خدمة للفرد والمجتمع.
أما الدكتور المصطفى أفقير الذي ألقى مداخلة حول موضوع “الشباب ورهان تكوين جيل سينمائي”، فقد انطلق من تأطير مفاهيمي، محددا مفهوم الشباب ومفهوم الابداع ومفهوم الرهان،
قبل الانتقال للحديث عن تاريخ السينما بالمغرب مبرزا الدور الذي كانت تطاع به الأندية السينمائية ومهرجان السينما الافريقية ثم التكوين الذي باشرته وزارة التعليم في بداية الألفية المتعلق ببناء أندية سينمائية بمؤسسات الثانوي التأهيلي، هذه التجربة التي نظر لها الدكتور عز العرب العلوي، لكنها تجربة لم يكتب لها النجاح، لعدة أسباب.
وفي معرض حديثه عن رهان الشباب، أكد الاستاذ افقير أن هذا الرهان يتأسس على تكوين جيد، مبرزا أهم الاكراهات التي تتعلق بالتكوين، والمتمثلة في غياب رؤية استراتيجية للتكوين، اضافة الى افتقار الكلية للوسائل والتقنيات الحديثة التي تمكنها من مواكبة التطور، إضافة الى غياب مؤطرين ومهنين حقيقين لتأطير هؤلاء الشباب.
مؤكدا على ضرورة التركيز على المؤسسات التعليمية باعتبارها المشتل لبناء جيل سينمائي.
أما الناقد مبارك حسني الذي راكم تجارب في الكتابة والنقد، فقد انطلق بتعريفات عامة لعدد من المفاهيم، مؤكدا أن الشباب هو الضامن لاستمرار السينما، بل هو الضامن لتطورها، فهو الذي يمنحها صفة الفتوة والشباب، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي نعيشه اليوم.
ثم انتقل الى الحديث عن التجربة المغربية، التي لازالت شابة بالنظر لمقياس ظهورها بالمغرب الذي يعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي، وأن الشباب كان دوما هو العمود الفقري لسينمانا، فتأسيس السينما بالمغرب كان على يد شباب، ففي سنة 1995 قدم جيل من الشباب من أوربا منهم نورالدين الخماري ونبيل عيوش حاملين لتجربتهم السينمائية من أوربا فمنحهم المهرجان الوطني للفيلم بطنجة فرصة لتقاسم هذه التجارب مع الشباب المغربي.
كما توقف عند أهمية القراءة والمشاهدة في تنمية روح الإبداع، فقراءة الرواية والقصة ومشاهدة أفلام مؤسسة للسينما تجعل الابداع أمرا ممكنا.
وفي إشارة له أبرز الدكتور عز العرب، أن من بين الاكراهات التي تحد من تخرج أجيال متمكنة هو غياب بيداغوجية فعالة، اضافة الى إفشال تجربة الأندية السينمائية التي تم إطلاقها مع وزير التربية الوطنية السابق عبد الله ساعف.
بعد ذلك تم فتح باب المناقشة بين الحاضرين الذين أغنوا هذا النقاش مبرزين وجهات نظر وتصورات مختلفة لتطوير التجربة السينمائية المغربية.