الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للسينما للجميع ، تيزنيت تحتفل بالسينما بقوة الإبداع والتنوع

تستعد مدينة تيزنيت للاحتفال بالذكرى العاشرة للمهرجان الدولي للسينما للجميع، الذي سيُعقد من 22 إلى 24 نونبر 2024، في حدث سينمائي متميز يُبرز القيمة الثقافية والتربوية للصوت والصورة. هذه الدورة، التي تحظى بدعم ومؤازرة العديد من المؤسسات الثقافية والسينمائية، منها المجلس الجماعي لتيزنيت، المركز السينمائي المغربي، والمجلس الإقليمي، تأتي لتؤكد على المكانة البارزة للمهرجان في المشهد السينمائي المحلي والدولي، خصوصا بعد النجاحات المتتالية التي حققتها الدورات السابقة.
المهرجان، الذي نال شرف الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في الدورتين الرابعة والخامسة، يعود في هذه الدورة ليعرض مجموعة من الأفلام القصيرة التي سيتنافس أصحابها على الجوائز في إطار مسابقة تحت شعار “السلم بفلسطين”. هذا الشعار يأتي في وقت حساس، حيث تزداد الحاجة إلى تسليط الضوء على القضايا الإنسانية الكبرى في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة العربية، ما يضيف عمقاً إنسانياً للفعاليات السينمائية.
وتعد هذه الدورة فرصة ذهبية لاحتضان فعاليات متنوعة، تشمل ورشات تكوينية وندوات فكرية تُنظم على شكل موائد مستديرة، يشارك فيها فاعلون سينمائيون محليون ودوليون. سيُناقش خلالها دور السينما في مواجهة التحديات العالمية، واستكشاف سبل تطوير هذه الثقافة محلياً، وطنياً ودولياً، في ظل التطورات التقنية والاقتصادية التي تشهدها صناعة السينما.
من جانب آخر، يتميز المهرجان بتعدد أماكن العرض في مدينة تيزنيت، والتي ستكون بمثابة منصات لتفاعل الجمهور مع عالم السينما. ستُعرض الأفلام في دار الثقافة محمد خير الدين، المعهد الموسيقي الحاج بلعيد، السجن المحلي، بالإضافة إلى بعض المؤسسات التعليمية التي ستستضيف ورشات تكوينية موجهة إلى التلاميذ والمدرسين على حد سواء. تسعى هذه الورشات إلى تزويد المشاركين بمهارات وتقنيات متقدمة في مجالات كتابة السيناريو، الإخراج، التصوير، إعداد الممثل، وتصميم الجينريك بأخطط عربية وأمازيغية، مما يعزز من إشراك الشباب المحلي في صناعة السينما وتنمية قدراتهم الإبداعية.
كما يهدف المهرجان إلى تعزيز الوعي الثقافي السينمائي لدى فئات المجتمع المختلفة، وخاصة الفئات التي قد تكون أقل تواصلاً مع هذا الفن، كالسجناء أو طلبة المدارس. وهو بذلك يُجسد مفهوم “السينما للجميع”، حيث يتمكن كل مواطن، بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية أو الثقافية، من الوصول إلى الأفلام والورشات، وبالتالي الاستفادة من قوة السينما كأداة للتعبير والتثقيف.
إن الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للسينما للجميع تُعتبر محطة هامة في تاريخ هذا الحدث السينمائي، وستُساهم بلا شك في تعزيز مدينة تيزنيت كوجهة ثقافية وفنية على الخريطة الدولية.