جماعة كيسر” بين سندان التهميش ومطرقة الصعوبات تحديات وآفاق المستقبل”

جماعة كيسر” بين سندان التهميش ومطرقة الصعوبات تحديات وآفاق المستقبل”
مجلة 24 -سطات

تعيش جماعة كيسر بإقليم سطات واقعاً حالياً يتميز بالتحديات والصعوبات على مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. و تعتبر جماعة كيسر إحدى الجماعات القروية ذات نفوذ ترابي شاسع بالإقليم، وتتكون من عدة دواوير وقرى يغلب عليها طابع البساطة و التواضع.

من أبرز التحديات التي تواجه ساكنة جماعة كيسر حالياً هو الانعدام الكبير في الخدمات الأساسية وفقدان الثقة في النخبة السياسية التي تدبر الشأن المحلي ، خاصة بعد تبخر مجموعة من الوعود المعسولة التي لازالت لم تطبق على أرض الواقع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الكهرباء والماء الصالح للشرب، و رداءة المسالك الطرقية، ونقص الخدمات الصحية والتعليمية. هذا بالإضافة إلى نقص الفرص الاقتصادية، حيث يتكون معظم سكان الجماعة من الفلاحين والعمال المؤقتين، وتعاني المنطقة من قلة الاستثمارات الخاصة والعامة التي تساعد على توفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة للسكان.

علاوة على ذلك، فإن جماعة كيسر تتعرض لتحديات بيئية كبيرة، حيث تعاني المنطقة من تدهور الأراضي الزراعية ونقص المياه الجوفية، مما يؤثر على الإنتاج الزراعي وبالتالي يؤثر على الاقتصاد المحلي.

من جانبها، تعمل السلطات المحلية والمكونات المجتمعية على مواجهة هذه التحديات وتحسين الوضع في الجماعة. وتتمثل جهودهم في توفير المياه الصالحة للشرب وتحسين البنية التحتية، وتوفير فرص العمل ودعم الأنشطة الاقتصادية المحلية، وحماية البيئة والأراضي الزراعية.

في السياق ذاته ، يتطلع سكان جماعة كيسر إلى مستقبل أفضل وأكثر استقراراً من المجلس الحالي ، حيث تتمثل أهمية تحسين الوضع في النهوض الحياة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة التي دعا اليها جلالة الملك محمد السادس في خطاباته السامية . و لهذا الغرض يجب على جماعة كيسر والسلطات المحلية التعاون والتنسيق للعمل بجدية وتكثيف الجهود لتحقيق هذا الهدف ، الذي تتنظره الساكنة من المجالس المتعاقبة .

ومن أجل تحقيق المبتغى يجب على المجلس الحالي والسلطات الاقليمية توفير التمويل اللازم لتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية، ودعم الأنشطة الاقتصادية المحلية وتشجيع الاستثمارات الخاصة والعامة في المنطقة. كما يجب أن تكون هناك جهود مشتركة لحماية البيئة والأراضي الزراعية وتعزيز الزراعة الحضرية والمدرة للدخل.

من جانب آخر، يجب على المجتمع المحلي أن يكون على دراية بحقوقه وواجباته و أن ينخرط في المشاركة الفعالة  لصنع القرارات المحلية، وتعزيز الوعي بأهمية التنمية المستدامة والصحية والبيئية ودور الجماعة في تحقيقها وإشراك المجتمع المدني في تدبير الشأن المحلي .

ومن المؤكد أن تحديات جماعة كيسر في إقليم سطات بالمغرب تشكل تحدياً كبيراً للجميع، ولكن من خلال التكاتف والتعاون بين المجلس الاقليمي والجهة ، يمكن تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في المنطقة. وهذا يتطلب جهوداً مستمرة ومتواصلة من الجميع، وتحمل المسؤوليات و التعاون لتحقيق هذا الهدف النبيل.

يتبع ….

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *