الراحل عبد السلام السلاوي فقيد الكلمة والقلم والقرطاس
حكايات ذات شجون ومعاني ذات أحداث صامتة، نطق بها فاه إنسان عاش في سطور الكلمات، مدح النسيان حين يكون نبراسا للحياة، وربط الندم بالموت حين تبلى العظام، هو إنسان عاش بقلم وقرطاس يحملهما ليعبر شط الآمان، حمل القلم بدم قلبه وخط ما بهاجسه من بثور وجراح، اعتبر أن كلماته المنثورة بين صفحات قطار الحياة، لا بقريض شعر ولا نثر، بل جرح دام كان مركنه قلبه السليم…
الراحل عبد السلام السلاوي والملقب قيد حياته بالفاسي، غادر دنيا سطات لكنه ترك بين جدرانها خطوطا وسطورا ذات معنى سام، رسم لوحات فسيفسائية عبر كلمات أوحت بها ذات يوم قريحته الصافية، لكننا في مجلة 24، أبينا أن يغادرنا في صمت دون نبش عصارة أفكاره حين حيواته، لتكون لنا نورس يحلق فوق سمائنا، يرمينا كل صباح بباقة ورد وإكليلا نتوج به قبر صاحبه، أبينا إلا أن نشارك قراءنا بعضا مما جادت به قريحة الراحل، فكانت هذه القصيدة التي تحكي نضال شخص غيبوه من لائحات سياسية لكنه رفع سيف القلم ليدافع عن ذاته بحروف ستبقى راسخات:
صورة وقضية وشكواي ما حييت
لابد أنك يا من لازلت حيا نسيت
لا النسيان يعفيك أنك للأمانة خنت
ولابد أنك يامن غيبك الموت ندمت
و بلاءعظامك لايعفيك ممااقترفت
وموعدتجزى كل نفس بما كسبت
وأداء حتما لي يومه نقدا بالحسنات
فطوبا لقاض صان للعدل الحرمات
وطوبا لمحامي لم يضيع الأمانات
تنجلي الظلمات وتبقى المظلمات
ما قولي بشعرولا نثر وإنما كلمات
كلمات حروفها من جرحي قطرات
يعتصرها الألم دما يملؤ الصفحات
لاآسف على ضياع كرسي أو ماديات
أوأن اسمي غيبتموه من اللائحات
وإنما آسف لوطني تضييع الكفاءات
ممن أسفا تقلدوا بعض المسؤوليات
قضيت العمربرا لوطني وللمقدسات
ورغم الثمانين أصدرهذه المؤلفات
مؤلفات هي أيام من العمرتبقى خالدات
ما قولي بشعرولا نثر وإنما كلمات
القصيدة بقلم : عبد السلام السلاوي

