منتزه كاليبتيس” احتلال مؤقت للملك الغابوي بسطات أم تفويت..ماهي ضمانات استفادة الساكنة؟
أضحت مدينة سطات و ضواحيها منذ سنوات الوجهة المفضلة للعديد من المستثمرين الخواص و اللوبيات و مافيات العقار نظرا لغياب الحكامة و الكرم الإداري المسطري الذي يتحلى به معظم مسؤوليها و سهولة ربط أصحاب رؤوس الأموال لعلاقات تفاضلية و ربحية مع القائمين على التدبير بمختلف المؤسسات .
و رغم ارتفاع الصيحات المنددة بهذا التغول الاستثماري الذي لم ينعكس مطلقا بالإيجاب في مختلف تجلياته على عاصمة الشاوية و ساكنتها ، و لم يساهم في تحقيق تنمية بشرية و اجتماعية و اقتصادية تطمس معالم الشبهات التي رافقت مراحل تفويت العقارات و الأملاك العمومية ، علما أن أغلب المستثمرين يعتبرون وافدين و هو أمر عادي لكن يبقى إقصاء أبناء المدينة و الإقليم من ذوي رؤوس الأموال المهمة و حرمانهم من مشاريع في مناطقهم أمرا غير مقبول و هم الأولى بذلك.
في هذا السياق يعتبر ما أطلق عليه ” منتزه كاليبتيس” آخر ” ما غنات عليه أم كلثوم” في الآونة الأخيرة ، يتم الترويج له على أنه ” مشروع سياحي” ترفيهي سيساهم في استقطاب السياح و خلق متنفسات لساكنة مدينة سطات التي تفتقر لهذا النوع من المشاريع ، مع الإشارة إلى أنه سيمكن من تشغيل يد عاملة مهمة مباشرة و غير مباشرة .
و الأكيد أن الكثير من ساكنة عروس الشاوية طرحت تساؤلات عدة حول هذا المنتزه و مكانه و طريقة تفويته عقاره خاصة و أنه سيحتل الملك الغابوي ، علما أن هذه التساؤلات موجهة بدرجة أولى إلى مندوبية المياه و الغابات و دواعي موافقتها على مشروع خاص بمكان استراتيجي وسط غابة سطات لطالما شكل ملجأ للساكنة للنزهة و الاستجمام ، ثم إلى عامل الإقليم و المجلس الجماعي و الوكالة الحضرية لسطات لتوضيح مبررات موافقتها على إقامة المشروع الذي قيل أنه سيحتل الملك الغابوي مؤقتا في محاولة للتخفيف من ضبابيته و لما لا تضليل الرأي العام ، مع الإشارة أن ممثلي الجماعة و الوكالة الحضرية غابوا عن اجتماع اللجنة الجهوية للاستثمار بجهة الدار البيضاء سطات التي وضعت اللبنة الأساسية لهذا المشروع دون أن تجد أدنى معارضة من باقي المتدخلين.
و وفقا لما تم التريوج له أيضا عبر مواد إعلانية صرفة ، سيتضمن مشروع ” منتزه كاليبتيس” فضاء لألعاب الأطفال و حلبة لركوب الخيول و مضمارا للمشي و الرياضة ، بيد أن هذه المواد الإعلانية لم تستحضر مسألة المجانية من دونها أو على الأقل تناسب الأثمنة مع الإمكانيات المادية للفئات الهشة بعيدا عن دفتر التحملات الذي يعد الحديث عنه سابقا لأوانه في ظل غياب التوفر على حيثياته .
و جدير بالذكر أن هذه المواد الإعلانية تبقى رهينة التناقض مع نفسها و هي التي تحدثت في وقت سابق عن أضرار اقتصادية و اجتماعية سيلحقها مشروع خاص للسكن الجامعي بفئة عريضة من ساكنة مدينة سطات ، بينما ترخي العنان و تطبل لمشروع سيحتل الملك الغابوي بدون مقابل و بدون خدمات مجانية اللهم تحقيق المستثمر لمصالحه شخصية.