صراعات حزبية و مصالح شخصية قبيل انتخاب رئيس مؤسسة التعاون بين الجماعات للبيئة و التنمية المستدامة بإقليم سطات ..

أبان موضوع انتخاب رئاسة مؤسسة التعاون بين الجماعات في مجال البيئة و التنمية المستدامة بإقليم سطات ،عن تضارب المصالح الشخصية و صراعات حزبية لا تأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة و ثقافة التدبير المشترك التكاملي ، حيث كشر رؤساء بعض الجماعات الترابية عن أنيابهم لترأس هذه المؤسسة ، و كأنها المشروع الخرافي الذي سيمكن الإقليم من تصدر المراتب وطنيا في التطور و النماء ، و كأن تدبير هذا المرفق العمومي الإقليمي أسمى من تدبير الجماعات التي يسيرونها و التي تحتاج لبذل مجهودات كبيرة و للتضحية بالغالي و النفيس بغية رد الاعتبار للمواطنين و تحقيق مطالبهم .
و بالرغم من كون رئاسة المؤسسة يتطلب عملية تصويت ، إلا أنه كان من الأجذر منح الفرصة للأشخاص الذين يتمتعون بالكفاءة و القدرة على التدبير الجيد و التجربة الكافية عكس بعض الرؤساء ممن ترشحوا و سجلاتهم مليئة بالإخفاقات في ولايات سابقة لم يحققوا فيها أبسط المطالب ، و من المتوقع جدا أن يسير تسييرهم على نفس المنوال في الولاية الحالية.
مناسبة تعكس بالملموس بحث بعض الرؤساء و مناصريهم و من خلالهم الأحزاب عن التموقع و تحقيق المصالح الشخصية خاصة و أن المشاريع المرتبطة بتدبير المؤسسة ” فيها الكاميلة غليظة” يمكنها إسالة لعاب البعض، و هو ما يتطلب من الجهات الوصية البحث عن طرق أخرى لتسيير مثل هذه المؤسسات و تغيير القوانين المنظمة بالنظر إلى كون المسألة تتعلق أكثر بما هو تقني و علمي و كثير من المنتخبين يفتقدون المؤهلات اللازمة.
و جدير بالذكر أن مؤسسة التعاون بين الجماعات تمكن من تنفيذ مشاريع و برامج التنمية التي تحددها المجالس الإقليمية و تصوت عليها ، و يحق لهذه الأخيرة أن تطلب من هذه المؤسسة تقديم المساعدة الفنية و المالية خلال المراحل المختلفة لتنفيذ المشاريع ، أو تقديم المشورة القانونية.