هل تضع مافيات العقار و الاستثمار المتوحش الشريط الغابوي بالمدخل الشمالي لسطات نصب أعينها؟

هل تضع مافيات العقار و الاستثمار المتوحش الشريط الغابوي بالمدخل الشمالي لسطات نصب أعينها؟
مجلة 24 - سطات

يبدو أن المصالح التوسعية لمافيا العقار بمدينة سطات لم تعد تقتصر على الأراضي و البقع ذات الأصول الثبوتية الضعيفة التي يسهل اختراقها و التحايل عليها إداريا و قانونيا و كدا البنايات التي تعود ملكيتها للأجانب و التي تم وهبها لمؤسسات خيرية، بل وضعت نصب أعينها مساحات غابوية مهمة بمدخل المدينة الشمالي.

و إذا كانت وتيرة تقطيع الأشجار إلى حدود اليوم لازالت منخفضة ، فإن القارئ الجيد لنوايا هذا النوع من المستثمرين المافيويين يجد أنها تلعب على المدى البعيد لتنفيذ مخططاتها الرامية للسطو و الاستيلاء على جوانب مهمة من الغابة التي تعتبر كنزا بيئيا متميزا للمدينة و متنفسا وحيدا للباحثين عن النزهة و الهواء النقي و ممارسة الرياضة .

في هذا الإطار تم الإجهاز في الآونة الأخيرة على عدد مهم من أشجار الغابة بذريعة توسيع الطريق و إقامة مدارة طرقية لم تزد إلا في عرقلة حركة المرور ، و تدمير جزء مهم من الشريط الغابوي بحجة ” الضرورات تبيح المحضورات ” ، و كل ذلك من أجل سواد عيون أصحاب مشاريع نفعية خاصة مدفوعة الثمن للجهات التي تسهل عمليات الاستيلاء على المناطق المستهدفة .

في السياق ذاته ، استغرب العارفون بخبايا هذه ال” الطاكتيكات ” المحسوبة الخطوات من ساكنة المدينة ، مباركة السلطات المختصة لهذه العمليات التدميرية المسلطة على الأشجار الغابوية و منحها التراخيص و الموافقات المبدئية لإقامة مشاريع لا تسمن و لا تغني من جوع ، و ستؤدي لا محالة إلى فتح الباب على مصراعيه أمام المافيات الشرسة كي تأتي مستقبلا على الأخضر و اليابس على طول الشريط الغابوي المحاذي للكلوف الملكي الجامعي ، خاصة في ظل دخول قيادات من عالم السياسة و المال و الأعمال على الخط و تراجع برامج المجالس المنتخبة في هذا الإطار إما محاولة منها لترك الفرصة للتغول الاستثماري الخاص كسب الوقت لتنفيذ مخططاته التوسعية مع ضرورة تمكينها من نصيبها في الكعكة ، أو لعدم قدرتها على مجاراة اللعب مع هذا النوع من الخصوم.

يحدث هذا في ظل صمت الهيئات الجمعوية و الحقوقية ذات الصلة ، نترقب و ننتظر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *