قرابين و طقوس احتفالية تثير شكوكا حول عقليات التدبير المستقبلي للمجلس الإقليمي بسطات

بعد انتخاب مسعود أوسار، عن حزب الأصالة والمعاصرة، رئيسا للمجلس الإقليمي بسطات، تحت إشراف عامل إقليم سطات، إبراهيم أبو زيد، بادر نائبه الأول محمد لعيالي عن الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، إلى تقديم قرابين لقبائل امزاب تتمثل في ثورين و جمل كذبائح تدخل في إطار رد الجميل لمن وضعوا ثقتهم في أعضاء المجلس و إهدائهم احتفالا شعبيا بطقوس تعيدنا إلى عصور خالية.
احتفالات بالرئاسة تطرح أكثر من علامة استفهام حول عقلية منتخبين لم يفهموا بعد الرسائل الملكية التي وجهها عاهل البلاد في خطاباته السامية ، و ماهية هذه المجالس و أدوارها .
ففي دول عظمى كأمريكا و فرنسا و إيطاليا … ، لم يحتفل رؤساؤها الذين فازوا في الانتخابات ، و دخلوا القصور الرئاسية حتى دون أن يشعلوا الشموع ، تقلدوا مهامهم مباشرة و شرعوا في فحص و دراسة الملفات الموضوعة على مكاتبهم ، معبرين بذلك عن العقلية الناضجة ، المليئة بالرؤى التنموية الهادفة في تقدير شامخ للمسؤوليات الملقاة على عاتقهم .
و حتى رئيس الحكومة ، عزيز أخنوش ، الذي تم تعيينه مؤخرا من قبل جلالة الملك ، لم يعبر عن احتفاله بطريقة تتجاوز حدود اللامعقول ، و اعتبر الأمرا تكليفا و ليس تشريفا مؤكدا على ضرورة العمل الفوري من أجل الوصول للأهداف المرجوة.
إلا أن سيادة المستشار ، النائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي لسطات ،إضافة لبعض الأوفياء بالمنطقة ، أبوا إلا أن يدخلوا التاريخ من بابه الواسع و لو بطقوس بدائية و احتفالات تخرق حالة الطوارئ و ترمي بالتدابير الوقائية و الاحترازية ضد وباء كورونا إلى الهامش ، أمام مرآى و مسمع السلطات المختصة ، و كأن هذه الاحتفالات أعراف مقدسة لا تخضع للقوانين الجاري بها العمل .
و إذا كانت برامج التنمية بإقليم سطات و أصحاب حالها نادتهم عائشة ” مولات المرجة” لذبح ثورين و إبل مخافة عرقلة مخططاتهم و مشاريعهم التنموية ، فكان من السهل على من يؤمنون بهذه الخرافات أن يزوروا بعض أولياء الله الصالحين ربما سيكون الأمر أكثر سرا من المهزلة التي شاهدها العالم و باتت بعض المؤسسات المنتخبة أضحوكة أمام جيراننا ، و رغم ذلك نتمنى أن تفند الأيام القادمة كل التوقعات السلبية بخصوص تدبير المجلس الإقليمي لسطات.
في سياق متصل ، صدحت حناجر مستخدمي و مستخدمات الحمامات و القاعات الرياضية ، أمام مقر عمالة سطات ، تطالب السيد العامل بالسماح لأصحابها بفتحها بعد شهور طويلة من المعاناة و القهر امتثالا للقوانين و التدابير المتعلقة بكورونا ، لكن يبدو أنه لا مجال للمقارنة بين كورونا التي تفر من الاحتفالات الانتخابية و نظيرتها القاسية المتعجرفة التي لا تفارق الحمامات.