فاكس إلى عامل إقليم سطات …..هذه أبرز المشاكل التي تعاني منها سطات
السيد ممثل صاحب الجلالة على إقليم سطات ، أراسلكم عبر هذا المنبر و أنا جد متأسف على الوضعية المزرية التي تعيشها مدينة سطات أو عاصمة الشاوية “مطمورة المغرب للقمح الطري ” ، لاشك أنك سيدي منذ تعيينكم على رأس هذه العمالة وفقا للثقة المولوية التي حضيت بها ، وفي ظل تعثر كل البرامج التنموية والمشاريع بسبب غياب الحكامة الجيدة التي دعا إليها عاهل البلاد في كل خطاباته السامية ، أكتب لك وأشخص لك الوضع الكارثي الذي يعاني منه الإقليم .
أولا، منذ ضم الإقليم إلى غول جهة الدار البيضاء أصبحنا وكأننا نعيش في قرية ولا نحس بالحضارة أبدا ، عندما تتجول في المدينة تشعركأنك تتجول في إحدى القرى ، ترى جحافيل من الكلاب الضالة تتجول هنا وهناك و قطيع الأغنام والماعز يرعى في حدائق عمومية أنفقت عليها أموال دافعي الضرائب والعربات المجرورة تصول وتجول دون حسيب ولا رقيب ، ناهيك عن المتشردين الذين يغزون الأماكن العمومية ، علاوة على استفحال ظاهرة التسول في الشوارع الرئيسية ، حيث ترى بالعين المجردة فرق من دول جنوب الصحراء و أخرى محلية سطاتية عند إشارات المرور تمارس تسولها بين السيارات والشاحنات.
أما بخصوص البنايات ( الخربات ) التي تشوه المشهد العمراني للمدينة ، والتي لم تتخذ فيها أية قرارات حازمة لإكمالها كمشاريع أو هدمها ، بالإضافة للبقع العارية التي تستغل لرمي النفايات و الأزبال أمام أنظار السلطات المحلية ، وزد على ذلك ظاهرة استغلال الملك العمومي من طرف بعض المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم ولا أحد يسألهم عن هذه الخروقات .
و بالعودة إلى ملف محاربة الباعة الجائلين في عهد العامل السابق الخطيب لهبيل ، تم برمجة ميزانية ضخمة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لإعادة إدماج الباعة في الأسواق “النموذجية” و تجندت آنذاك كل الأجهزة من أجل تحرير الشوارع من رواد هذا القطاع غير المهيكل و إدماجهم في هذه الأسواق التي سبق ذكرها ، واسمح لي سيدي أن أخبرك عن هذه الأسواق ، مثلا بسوق ” السماعلة ” تم توزيع المحلات التي لا تتجاوز مساحتها 2 متر مربع بشكل غيرعادل على المستفيدين ، بالنظر لكون البعض منهم له صلة بالمنتخبين و حتى العلاقات الغرامية أبطالها بعض المسؤولين ساهمت في منح الاستفادة لبعض الأسر من هذه المحلات ، في حين الباعة الذين انخرطوا في هذه المبادرة تبخرت أحلامهم في هاته المهزلة ليضطر بعضهم إلى مغادرة المدينة بحثا عن لقمة عيش كريم و القليل منهم من لا يزال صامدا رغم الأزمة الاقتصادية والجائحة التي اجتاحت البلاد والعباد .
و بدوره سوق سيدي عبد الكريم تم تشيده في طريق عمومية كانت المنفذ الوحيد للساكنة إلى وسط المدينة ، و عملية البناء فوق هذه الطريق كانت غير قانونية و المسؤولية يتحملها عدد من المتدخلين ، و إذا قمت سيدي بزيارته لهذا المرفق ستجد كل الباعة خرجوا منه لعرض سلعهم في جانبه ، علما أن عملية التوزيع على المستفيدين شابتها كذلك بعض التجاوزات من طرف خليفة قائد آنذاك و الذي كان يشرف على العملية .
و في نفس الاتجاه ” سويق” أو ما يسمى بسوق قطع الشيخ تحولت بنايته إلى أطلال و أضحت اليوم لا تتجاوز 12 مكانا لبيع الخضر ، ليتم إغلاقه من طرف جهة ما مما دفع بالباعة إلى الخروج و ممارسة تجارتهم بجانبه .
نفس الشيء بالنسبة لسوق “الخيام” المحادي لثانوية ابن عباد ، ثمن الخيمة 3000 درهم بحسب ما يشاع ، عرف هو الآخر نوعا من المحسوبية و الزبونية في شروط الاستفادة منه، و أدعوك لزيارته لتجد كل الخيام مغلقة حتى إشعار آخر ، و الكل يعلم سيدي العامل المحترم أن هذه أموال عمومية ذهبت في مهب الريح دون حسيب ولا رقيب ، و حتى المجالس المنتخبة لا تتكلم عنها .
و إذا تفضلتم سيدي ، أسرد لكم بقية المعاناة التي تعيشها مدينة سطات ، و أنبه إلى النقطة التي أصبحت كابوسا لكل ساكنة الإقليم ، و نقصد المستشفى الإقليمي الحسن الثاني الذي يعتبر الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود ، و للأسف لازلتم لم تحركوا ساكنكم بخصوصه رغم توصلكم بكل التقارير عن هذا المرفق الصحي الذي يحمل اسم ملكنا و أبينا الراحل الحسن الثاني ، فاليوم هو عبارة عن وكر للرشوة ومرتع للانتهازيين و أصحاب “سياسية باك صاحبي” وبالتالي حالة هذا المستشفى ستبقى وصمة عار على جبين كل مسؤول .
و بالحديث عن البنية التحتية لا يسعنا إلا أن نقول أنها جد متدهورة ، فالشوارع كلها حفرة تلوى الأخرى واستعمالها لا يصلح حتى للعربات المجرورة ، أما الإنارة العمومية فهي شبه منعدمة في بعض الأحياء الهامشية .
سيدي العامل المشاكل كثيرة و متعددة و لا يسع الوقت لسردها كاملة في هده المقالة ، و لكن دعني أذكرك ببعض المشاكل الاجتماعية المرتبطة بحياة الساكنة كظاهرة البطالة التي أثقلت كاهل الشباب العاطل عن العمل ، و من العار أن يتحول الحي الصناعي القديم إلى بنايات فارغة و أكواخ يسكنها الأشباح بعد رحيل أكبر الشركات عن المنطقة الصناعية علما أن أغلبها طالها الإفلاس بسبب سياسة المصالح الشخصية .
سيدي في سنة 2014 استبشرنا خيرا عند سماعنا بإحداث مشروع صناعي ” سيطا بارك ” و شباب المدينة عاد إليه الأمل غير أن ذلك كان مجرد حلم سرعان ما داب ، حيث في تصريح أحد الرؤساء السابقين للبلدية للمواقع المحلية آنذاك قال أنه سيشغل 1400 عامل بهذه الوحدة الصناعية ، ولكن مع مر الوقت تبخرت كل الأحلام ، لتتحول اليوم هذه الوحدة الصناعية إلى مرآب لتخزين السلع القادمة من غول الجهة أي الدار البيضاء ولا احد تكلم عن هذا المجمع الصناعي .
و نفس السياق ، نتوجه بكم سيدي إلى المجمع الصناعي ” تمدروست” أو “لجونتيك” أو ما يسمى الميناء الجاف كان حلم آخر يمكنه تشغيل 3500 من اليد العاملة بالإقليم ولكن مع مر الوقت توقف المشروع لأسباب يعلمها صاحبه.
إلى ذلك اسمح لي سيدي العامل ، أن أتوقف عن هذه الحكاية لاحتسي فنجان قهوتي في انتظار مقال آخر وحكاية أخرى .
دمتم في خدمة الصالح العام سيدي وتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير .
إمضاء : بوشعيب نجار صحفي وناشط حقوقي .

