إقليم سطات..شخصيات ساهمت في إفلاس أكبر المؤسسات و أخرى ذات سجلات سوداء تحصل على تزكية الاستحقاقات البرلمانية

كي تكون برلمانيا بإقليم سطات ، يجب عليك أن تجيد استعمال صيغ المبالغة و أن تحسن اختيار موقعك في صور تنشرها على فيسبوك ، مع مواطنين من ذوي النيات الحسنة ، يثقون بوعودك حتى و إن كنت متصنعا من خلال حديثك عن برامج خيالية و وهمية تتجاوز “كذبات أبريل” ، بهدف دفع هؤلاء التواقون لتحقيق بعض المطالب الضرورية في حياتهم إلى وضع علامة على رمز الحزب بصناديق الاقتراع بكثرة و بالتالي الحصول على تأشيرة الدخول لقبة البرلمان.
كي تحضى بصفة النائب البرلماني دون الترافع عن قضايا و هموم المواطنين بدوائر إقليم سطات ، عليك أن تكون من طينة منتخبي الاستحقاقات التشريعية الذين يختفون عن الأنظار و يختبؤون عن أضواء الكاميرات إلا في غفلة منهم أو إذا كانوا ضمن فريق يطرح سؤالا شفهيا بقبة البرلمان ، لم يشاركوا فيه بكلمة لكن تم إدراج إسم أحدهم لكون طبيعة السؤال تقتضي ذلك.
منذ سنين خلت ، كنا نشاهد و نسمع شخصيات برلمانية حقيقية تصدع حناجرها بمجلس النواب مدافعة عن قبائل الشاوية و عن حقوقها الدستورية ، و اليوم لم نعد نسمع اسم إقليم سطات أمام مرآى و مسمع الوزراء باستثناء بعض الأسئلة الكتابية التي لا تسمن و لا تغني من جوع ،قد تكون مراسلة جمعية مدنية لذات الوجهة أكثر نجاعة منها.
قد يقول قائل أن الأمر يتعلق بتدني المستوى التعليمي و الثقافي و المعرفي لبعض برلمانيي الإقليم ، لكن الأصل في الترافع بالبرلمان هو إيصال صوت المواطنين إلى المسؤولين الحكوميين بشتى السبل بما فيها الدارجة أو العامية كما فعل عدد من البرلمانيين بأقاليم أخرى و نجحوا في تحقيق المصالح رغم ضحك و استهزاء البعض منهم.
اليوم و بحسب المعطيات المتوفرة ، نجد أن وجوها جديدة قديمة نالت تزكية بعض الأحزاب ، رغم مسيرة مليئة بالفشل ، و منهم من له تاريخ أسود في فساد بعض المؤسسات و إيصالها إلى النفق الضيق أو جرها للإفلاس ، في وقت طرحت فيه العديد من التساؤلات حول قبول بعض الأحزاب منح التزكيات لهؤلاء الأشخاص في ظل استفحال ظاهرة الترحال السياسي ، في حين يتم استبعاد الكفاءات الطموحة و الشابة من قبل لجن ترشيح تهمها شهرة المنتخب و مكانته المادية أكثر من تجربته و كفائته و إحساسه بالمسؤولية.
أما الغريب في الأمر ، فهو الدعم الذي يلقاه هؤلاء المترشحون من ذوي السجلات السوداء من قبل أصحاب ” الكود بيسطون” و السماسرة ، الذين يهرولون هرولة الكلاب التي تلهث رافعة ذنبها بحثا عن الأصوات و تفعل ما في وسعها لتلميع صورهم و لو عن طريق الكذب و البهتان ، همها الوحيد الكسب المقرون بالبهدلة و انحناء العبد لسيده ، في زمن كثرت فيه التحذيرات من هكذا محاباة ، و تضاعفت فيه مجهودات المطالبين بحسن الاخيتيار بصناديق الاقتراع ، لكن يظهر أن لا حياة لمن تنادي.