إدارة سجن سطات تسير بخطى ثابتة لتنزيل استراتيجية المندوبية العامة لإدارة السجون و إعادة الإدماج
تواصل إدارة سجن عين علي مومن بسطات مجهوداتها لإنزال استراتيجية المندوبية العامة لإدارة السجون و إعادة الإدماج ، من خلال مهام تزاوج بين السهر على تنفيذ الأحكام السالبة للحرية و تحقيق التوازن بين العقوبة و ردع الجانحين من جهة ، و بين تأهيلهم لإعادة الإدماج من جهة ثانية ، علاوة على السهر على تكريس احترام حقوق و كرامة السجناء باعتبارهم أشخاص كاملي المواطنة يتمتعون بالحقوق التي يكفلها لهم الدستور ، و ذلك في ظل العناية المولوية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لإدارة السجون و إعادة الإدماج و توجيهاته السامية في هذا الشأن.
و منذ تعيينه على رأس إدارة السجن الفلاحي بسطات، حرص إدريس امهاوش ، المدير الحالي لهذه المنشأة السجنية ، على زرع روح المسؤولية في صفوف الموظفين و حثهم على التحلي بالانضباط الإداري و العملي بالشكل الذي يتوافق و القوانين المعمول بها في تسيير المؤسسات السجنية .
تدبير متوازن ، يسعى من خلاله امهاوش ، إلى تعزيز آليات التطبيق الفعلي للترسانة القانونية الجديدة و تنزيل توجيهات المندوبية العامة ، بغية تحقيق حكامة جيدة و خلق توافق بين المقاربة الأمنية التي تنبني على فرض الأمن و الانضباط داخل المؤسسة السجنية ، و المقاربة الإدماجية التي ترتكز على تلقين السجناء مهارات فكرية و تربوية و مهنية تساعدهم على العودة بوجه جديد إلى حياتهم اليومية و المساهمة بشكل إيجابي في بناء المجتمع.
و رغم مجموعة من الإكراهات المرتبطة أساسا بقلة الموارد البشرية و أخرى ترتبط بالبرامج التأهيلية في علاقة مباشرة مع القطاعات الوصية بالمؤسسات السجنية خاصة الجانب المتعلق بالتكوينات التي يتلقاها العاملون بالسجون، المشتملة على تدريبات عسكرية وتكوينات مناسبة للمهام الموكولة لهم و إدماج السجناء، مع العناية ببرنامج التهييء لإعادة الإدماج وآليات الرقابة، فقد عمل مدير السجن المحلي بسطات منذ توليه المهام ، على تحسين الخدمات الأساسية بالشكل الذي يضمن للنزلاء حقوقهم الإنسانية المشروعة وتوفير ظروف الاعتقال والإيواء بما يستجيب لشروط احترام الكرامة الإنسانية ، و بالتوازي مع ذلك جعلت إدارة السجن من تطوير البنيات التحتية و الوسائل و المستلزمات الضرورية أولية كبرى في تنسيق محكم بين مختلف المتدخلين.
و تعتبر العناية الصحية و النفسية من الخدمات الضرورية التي تولي إليهما إدارة سجن عين علي مومن أهمية بالغة باعتبارهما حقان دستوريان مشروعان لكل سجين ، حيث يتلقى النزلاء المرضى المراقبة الطبية و التمريضية اللازمة داخل المؤسسة و قد يتم نقل بعضهم إلى مستشفيات أو مراكز المدينة العمومية كلما تطلب الأمر ذلك عبر مساطر إدارية و أمنية محكمة تتماشى و توصيات المندوبية العامة ، بالرغم من كون هذه المهمة تثقل كاهل المؤسسات السجنية و ينبغي على الجهات الوصية أن تعيد التفكير في هذه النقطة بالذات.
و علاقة بجائحة كورونا و مرض كوفيد 19 الذي ضرب بقوة في إقليم سطات ، و سجلت أغلب الإدارات و المؤسسات العمومية عددا كبيرا من الإصابات ، فقد استطاعت إدارة السجن الفلاحي عين علي مومن أن تبعد خطر الفيروس التاجي عن الفضائات السجنية بالرغم من تسجيل بعض الحالات ، و ذلك من خلال سياسة احترازية استباقية طبقت فيها بشكل مشدد كل التدابير الوقائية المعلن عنها من قبل السلطات المختصة و تم تدعيمها بأساليب وقائية أخرى ساهمت في تجنب الخطر .
و استحسن العديد من المتتبعين التنظيم و التسيير المتوازن الذي تشهده هذه المؤسسة السجنية بعاصمة الشاوية ، سواء في الأمن أو في الخدمات و الإدماج أو الزيارت ، و ذلك بالرغم من العدد الهائل للنزلاء الذين يستقبلهم السجن الفلاحي عين علي مومن بسطات.
