افتتاحية مجلة 24: عفيفة هلالي امرأة تستحق منا الاعتراف
في هذا اليوم الأممي، لعيد المرأة اخترنا فيه، تتويج امرأة ليست ككل النساء، لكنها تعبر عن الأنوثة بكل تجلياتها وقدرتها على الدفاع عن القيم الإنسانية في العطاء ونكران الذات.
عفيفة هي زوجة المناضل الراحل عزيز بلال، تقاسمت معه بيتا وحياة زوجية، كانت مفعمة بالدفاع عن الناس البسطاء عن الكادحين والمهمشين في واقع اغتصب منهم الحقوق التي تحول دون تمتعهم بحياة كريمة.
كان بيتها مدرسة في تبني أحلام الأوطان والناس، لكنها أيضا كانت طبيبة تداوي آلام الناس وتقاوم من أجل الصحة والعافية للمرضى وتعمل على شفائهم، وإلى جانب ذلك كانت خير زوجة وخير أم في تربية أبنائها، وأن يكونوا أيضا ذرعا للدفاع عن الناس بالكلمة الطيبة والسلوك الرفيع والمواقف المبدئية الثابتة.
وتعود الحكمة في كل هذا، إلى أن هذه المرأة الأم والطبيبة المتألقة، تشبعت حتى النخاع بالقيم الوطنية الصادقة والتي لا تعرف المزايدة عليها حتى في أحلك الظروف وأشد المحطات عناء ومكابدة، وانخرطت في حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها دون هوادة وثبات لم تغير منها السنين والأزمات التي مرت بها.
عفيفة معدن أصيل مثل العديد من النساء اللواتي جعلن من قضايا المناصفة معركة أبدية، لمواجهة كل الترسبات المختلفة التي خلقتها أوضاع التهميش التي عاشتها النساء عبر التاريخ، ثم ساهمت فيها أيضا رؤى الفقهاء المتزمتين الذين حاولوا واجتهدوا لتغليب نظرتهم المريضة للجسد الأنثوي، بعيدا عن تمثله في قدراته البشرية وعطائه الإنساني ومساهماته في كل المعارك التي تهم البشر.
عفيفة جزء من ذاكرتنا الوطنية، لذلك وجب في هذا اليوم الأممي أن ترفع لها القبعات، وهي التي لا زلت تناضل وتساهم بالأفكار المتنورة بعيدا عن إغراء الكراسي وتلويك الخطابات الشعبوية التي تنشر اليأس في نفوس الناس.
عفيفة اختارت لها الحضور اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي، لتستمر معركتها في بناء وطن حر وسعيد، يتأسس من منطلقات أفكار ومذاهب الحداثة والعلمانية التي تمجد الإنسان.