افتتاحية مجلة 24: وانتهى زعيق الصقور

افتتاحية مجلة 24: وانتهى زعيق الصقور
بقلم فؤاد الجعيدي

لا يهمنا في شيء الأسباب التي دفعت بعض قياديي العدالة والتنمية لتقديم استقالاتهم، أو التذلل بأسلوب الخنوع للحصول على هذه الاستقالات، وذلك لسبب بسيط هو تعارض هذا الموقف وفي هذه الظروف بالذات مع مبدأ ربط المحاسبة بالمسؤولية.
الأخلاق السياسية تقتضي ممن دبر لعقدين الشأن العمومي، وأنتج الكوارث أن يقدم اليوم الحساب، عن الوعود التي سوقت للمواطنين قبل الوصول لسدة الحكم، حيث ساعتها كانوا ينعتون بالصقور، ويطيلون ألسنتهم بالخطابات الديماغوجية، ويبنون للناس قصورا من الرمال، ثم فجأة ينهار كل شيء بعدما وصلت أوضاع الطبقة العاملة وعموم المواطنين البسطاء إلى الدرك الأسفل، والتحقت بهم الطبقة المتوسطة التي عرفت في فترة التناوب التوافقي انتعاشا في أوضاعها، بحكم قرارات الترقيات الاستثنائية التي التزمت بها حكومة الراحل السي عبد الرحمان اليوسفي والذي ظل طيلة مساره السياسي، عفيفا تقينا نقيا ولم يأبه بالأصوات التي كانت تزايد على حكمة الرجل.
الآن وقد بدت معالم الزوبعة التي أحدثها الإخوان في الأفول، علينا التساؤل ما الذي جنيناه من هذه الحركة التي وظفت الدين واستغلت الإيمان الروحي للمغاربة، ونجحت في تسويق الأوهام لهم بغد أفضل والوقوف ضد الريع والمحسوبية والزبونية والسعي لمجتمع الكرامة والحرية والعدالة وهي الشعارات التي سرقتها من حركة 20 فبراير والتفت عليها كالتفاف الحية على وجبة دسمة.
سيذكر لهم التاريخ، أنهم كانوا يقولون ما لا يفعلون، وسيذكر التاريخ أكثر كيف التفوا على مدخرات الطبقة العاملة المغربية، وحلوا بها أزمات كانوا صناعها بامتياز، وكيف تواطؤا مع الرأسمال لضرب صندوق المقاصة وساهموا في تحرير الأسعار دون المساهمة في تحريك الأجور التي زاد التفافهم عليها لتقليصها في الوقت الذين تحسنت فيه الأحوال المعيشية للحزب ومريديه، وفي الوقت الذي أظهروا فيه مدى استعدادهم لهضم المستحقات في الضمان الاجتماعي لمن اشتغل عند بعض هؤلاء الصقور.
اليوم بعد أن خبا زعيق الصقور، تحولوا إلى ربات الحجال على قول علي بن أبي طالب في معاتبة أنصاره يوم خذلوه وانصرفوا عنه وتركوه وحيدا في المواجهة.
ليس من الأخلاق في شيء أن يحدث ما يحدث الآن هؤلاء الذين استأسدوا على الضعفاء، وعملوا على الوقوف وبقوة ضد التحولات الايجابية في المجتمع، لا زالوا يراهنون اليوم على تحريك أذرعهم الدعوية والنقابية لتبرير فشلهم والذي كان مكلفا على أوضاع البلاد.
ليس من الأخلاق أن ينسحبوا قبل نهاية الجولة السياسية. هذا لعب العيال.
وليس أكثر من هذا يقال.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *