افتتاحية مجلة 24: لعنة الاغتصاب تستيقظ بأحد أحياء سطات
في ظرف أسبوع شهد أحد الأحياء بمدينة سطات، حالتي اغتصاب الأولى كانت فيها الضحية طفلة في ربيعها الثالث، والثانية كان ضحيتها طفل في سن السادسة من عمره..
في الحالتين معا، تشير المؤشرات أن الاعتداء جاء من الجيران، هذا الوضع يستدعي منا إبداء مجموعة من الملاحظات:
أن فصل الربيع، تحدث فيه التهيجات الجنسية في صفوف المراهقين واليافعين، وفي غياب التربية الجنسية وتهذيب النفوس تحدث هذه المشاكل، وعليه على الأسر بذل جهود في رعاية أبنائها والحرص على عدم تركهم في عهدة الجانحين الذين لا يدركون المخاطر التي يقدمون عليها في لحظات الطيش وغياب السيطرة على السلوكات الجنسية.
الأسر لا تستدعي هذه التوقعات وتستكين لعلاقات الجوار، ظنا منها أنها علاقات آمنة إلى أن يقع ما يقع من اعتداءات.
لسنا أجهزة للتحقيق والقصاص من الجنات لكن، نموضع الظاهرة في إطاراتها السلوكية وما تستدعيه من تحرك للمؤسسات التربوية والجمعيات المعنية بشؤون الأطفال، لتعمل على تهذيب السلوكات، وتحليل المخاطر والتداعيات على نفوس المغتصبين وضرورة توفير العلاجات النفسية لهم لتجاوز صدمات الاعتداء.
إن ظاهرة الاغتصاب تساءلنا جميعا، كآباء وأولياء ومؤسسات تربوية ومعنية بشؤون الطفولة للتصدي الجماعي لهذه الانفلاتات السلوكية، لمواجهتها بما تقتضيه من حزم ومساعدة الأحداث على تجاوز هذه الاختلالات، التي تحل بهم في مراحل عمرية محددة وبالذات في فترة المراهقة.
إننا نؤمن برهان واحد هو التربية على السلوكات الاجتماعية التي تسمح بالتعايش، داخل المجموعات واستئصال عوامل التحرش التي تظل في نهاية المطاف سلوكا مرضيا يحتاج إلى التقويم والعلاج.