افتتاحية مجلة24: لا لتغذية الحقد بين الشعوب المغاربية ولا للمس بتوابثنا الوطنية
يبدو أن القيمين على القرار في الجزائر، فقدوا صوابهم، ولن يحيدوا أبدا عن تأجيج العداء بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي. وهو العداء الذي خاضته الطغمة العسكرية بالجزائر، ودعمته على مدى سنوات من الصراع والنزاع حول مغربية الصحراء، وسخرت له الفيالق العسكرية من المرتزقة ودعمتهم بالمال والسلاح، أملا في تركيع الأمة المغربية وبسط هيمنتها على المنطقة المغاربية برمتها.
كان الرهان من منطلقاته خاسرا، وفي ظل التطورات الإيجابية التي عرفتها قضية وحدتنا الترابية، والتقدم الذي حصلت عليه من الاعترافات الدولية المتوالية، أصيبت الزمرة الحاكمة بالجزائر بالسعار، ولم تتوان في تسخير إعلامها للتهكم على رموزنا الوطنية ومواقف بلادنا السيادة، وهو أمر مؤسف له، أن تنجر إليه دولة وأن توظف له السفاهة في برنامج خاص، يعبر عن حق على الترويج، لأحقاد دفينة ما كان لها أن تكون لو حرص منتجوها على التحلي بما تقتضيه ضوابط التعامل الدبلوماسي وما تنص عليه المواثيق الدولية وبالأخص اتفاقية فينا.
إن كل المغاربة من طنجة إلى الكويرة، لن تزيدهم هذه المنزلقات الخبيثة سوى تشبثا بثوابت الأمة، ورموزها الضامنة للسيادة الوطنية، ونحذر من أن من اعتاد الركوب على المواقف العدائية بين الشعبين والترويج لها، رهانه خاسر وسيزيد من خسرانه حين يوظف العداء بين ديانتين سماويتين يريد تأجيج الصراع بين طوائفها المسلمة واليهودية ويتناسى أن جزءا من العرب ومنهم بعض المغاربة يعتنقون الديانة اليهودية ، لكنهم يفتخرون ويعتزون بتراثهم الوطني ويتشبعون به حتى النخاع، وأن لا مجال لحقد الحاقدين في التأثير في مجريات الأحداث، وزخم تطوراتها.
لكن بقدر ما نشدد على الاستنكار والإدانة لهذه المواقف المتخلفة، نقر أن بببلاد الجزائر، هنا رأي عام وطني، وهناك رأي عام ديمقراطي، ما فتئت أقطابه تتصدى لهذه الانحرافات التي يقوم بها جنرالات العسكر، الذين يتربعون بالقوة على أعناق الأحرار من الشعب الجزائري، ويجتهدون في إشعال نار الفتنة بين الأشقاء، ولم يكتفوا بإغلاق الحدود لكنهم يضاعفون من مكرهم لتظل هذه المنطقة من الغرب الإسلامي، بؤرة للتوتر المصطنع والذي لا يخدم في أي شيء المصالح الحيوية بين الشعبين في الاستقرار والسلام.
لكن نؤكد مرة أخرى أنه رهان خاسر ولن يقو على إحداث القطيعة بين الشعبين وتاريخهما المشرك وعلاقات القرابة التي تجمع بينهما.