افتتاحيةمجلة 24: أعطاب الأحزاب السياسية في استقطاب الشباب
لا زالت أحزابنا السياسية تعطي نماذج سيئة، عن الممارسة السياسية، في اليومي الحياتي للشباب، المتطلع بالضرورة إلى المشاركة الواسعة، في ما يهم أوضاعه ومستقبله وقضاياه الملحة.
الشباب يدرك، أكثر من غيره، أن هذه التنظيمات مغلقة، ولها قوالب مهيأة قبليا، ولا تستوعب بالقدر الكافي التحولات المجتمعية، وتضع خطوطا رفيعة من الإسمنت على تنظيماتها.
هذا الشباب يظل يكون قناعات، عما ينبغي أن تكون عليه السياسة، وقد يكون أكثر اندفاعا، وانفعالا في عدم القبول بالمبررات، والتأويلات والقراءات لهذا الواقع المغربي، والذي لم يستطع على مدى جيلين، من إنجاز مهام الانتقال الديمقراطي المنشود. في الوقت الذي أبدع فيه الشباب عبر السوشيال ميدا الحديثة، أشكالا من الانتقادات، والتهكم على هؤلاء الساسة، الذين ما تغيرت سوى أوضاعهم، وأحوالهم الاجتماعية، ومكنتهم السياسة من الارتقاء الاجتماعي، في حين ظلت الأوضاع العامة للناس تزداد سوءا.
في السوشيال ميدا، اختار الشباب بقوة، التعبير عن الحياة اليومية بالغناء وباللايفات، التي تنقل المشاهد الحية، عن عجز الشعارات التأثير في أوضاعهم العامة، وتحقق هذه الفيديوهات نسبا عالية من المشاهدات، لم تدركها الخطابات السياسية.
تجليات الأزمة حاضرة، ونجيد وصفها بالعزوف، ونختار مقاربتها بالخجل والالتفاف عن الحقائق. ولم نجد نزولا ميدانيا للأحزاب واقترابا من الشباب، من أجل استقطابهم، وتأطير رؤاهم، وتمكينهم من المشاركة الواسعة، في النقاش العمومي حول قضاياهم، وليس تلك القضايا الذي يحلو للبعض، ركوبها كقضية تخوين جزء من المجتمع لبقية المغاربة، أو التشكيك في (تامغرابيت) ومحاولات الانشغال، برفضها أو البحث لها عن معاني ومقاربات.
لنكن واضحين، هل هذه الأمور هي من الأولويات المجتمعية؟ ولماذا إلى حدود اليوم، لم ننخرط بشبيبتنا في مشروع الحماية الاجتماعية، وخلق نقاش حول هذا المشروع المستقبلي الذي يهم الشباب في استقراره الاجتماعي؟
الأحزاب نفسها سواء تلك التي تدير الشأن العمومي، أو تلك التي تمارس المعارضة، لم ترغب بنواياها الشديدة المبطنة والمعلنة، أن تخوض في كذا نقاش.
منذ الخطاب الملكي، أخرست ألسنة الأحزاب عن التداول في المشروع، ورئيس الحكومة بصمته، أكد أنه غير معني بهذه التوجهات، ولم يبادر لاستدعاء الفرقاء الاجتماعين والاقتصادين، لبناء القناعات حول أهداف الحماية الاجتماعية وتقريب وجهات النظر، والتعجيل بإثراء النقاش الوطني فيما ينبغي أن يكون عليه، كقوة دافعة للطموح نحو التغيير، تغيير أوضاع الناس نحو الأفضل.