فضيحة “سيغنال” : مراجعة البنتاغون تُدين هيغسِث و تكشف تجاوزات خطيرة في رسائل ضربات اليمن
أظهر تحقيق داخلي أعدّه مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية أنّ وزير الدفاع الأميركي بيتر هيغسِث خالف قواعد الأمن العملياتي عندما إستخدم هاتفه الشخصي و تطبيق “سيغنال” لإرسال معلومات حسّاسة تتعلق بضربات مرتقبة على مواقع جماعة الحوثي في اليمن.
و جاء في التقرير أن طبيعة المعلومات التي جرى تداولها عبر التطبيق كانت شديدة الحساسية إلى درجة أن إعتراضها كان من الممكن أن يعرّض القوات الأميركية العاملة في المنطقة للخطر.
و بحسب مصادر مطلعة، فإن الرسائل تضمنت تفاصيل تتعلق بالتوقيتات و العمليات الجوية قبل تنفيذ الضربة بساعات قليلة، و هو ما اعتبره الخبراء إنتهاكًا واضحًا للبروتوكولات العسكرية التي تفرض إستخدام قنوات إتصالات مشفّرة و معتمدة داخل البنتاغون فقط. و قد فاقم من حجم الأزمة أن أحد المشاركين في مجموعة المحادثة أضاف عن طريق الخطأ صحفيًا أميركيًا، ما أدى إلى تسريب محتوى الدردشة و نشر صور للرسائل بشكل علني.
الإنتقادات داخل واشنطن لم تتأخر؛ إذ وصف عدد من أعضاء الكونغرس ما حدث بأنه “تصرف متهور” كان سيعرّض أي ضابط أقل رتبة لعقوبات قاسية.
و أكد مسؤولون سابقون في البنتاغون أن إهمالًا من هذا النوع غير مقبول، خصوصًا في ظل حساسية العمليات العسكرية الأميركية في اليمن والبحر الأحمر.
من جانبه، نفى هيغسِث الاتهامات الموجهة إليه، مؤكدًا أنه لم يتبادل “خطط حرب” عبر التطبيق، و أن ما جرى تداوله كان مجرد “تحديثات عامة”. كما شدد على أن صلاحياته تخوّله تقييم سرية المعلومات.
إلا أن التقرير أشار كذلك إلى أن هيغسِث امتنع عن تقديم شهادة مباشرة للمفتش العام، و هو ما أثار المزيد من الشكوك حول ملابسات القضية.
و رغم أن البنتاغون أعلن لاحقًا إغلاق الملف، إلا أن الجدل السياسي و الإعلامي ما زال مستمرًا، وسط تساؤلات متصاعدة حول ما إذا كان سيتم إتخاذ إجراءات عقابية أو محاسبة المسؤولين عن هذا الخرق الأمني الكبير في واحدة من أكثر الفترات حساسية للعمليات العسكرية الأميركية.

