الرياضة والحكم الذاتي المرتقب في المغرب: رافعة للتنمية والاندماج بالأقاليم الجنوبية
تشكل الرياضة في مشروع الحكم الذاتي بالصحراء المغربية أحد أهم الأعمدة التنموية التي يعول عليها المغرب لإحداث نقلات نوعية في حياة الشباب، وتنشيط الاقتصاد المحلي، وتعزيز الاندماج الاجتماعي.
فالتصور المغربي للحكم الذاتي لا يقتصر على بناء مؤسسات سياسية وإدارية، بل يقوم على رؤية شمولية تدرك أهمية الرياضة والترفيه كأدوات فعالة للتنمية المستدامة، وبناء مجتمع متماسك ومتوازن.
*الرياضة في إطار الحكم الذاتي: من نشاط ترفيهي إلى سياسة عمومية.
يشير المشروع إلى اختصاصات واسعة للمجلس الجهوي في مجال الرياضة، حيث يناط به:
-إنشاء مراكز ومركبات رياضية عصرية في مدن الصحراء.
-دعم الرياضات المحلية ذات الخصوصية الصحراوية.
-تشجيع الاستثمارات الرياضية الوطنية والأجنبية.
ربط الرياضة بالترفيه والتنشيط السياحي.
هذا يجسد تحولا كبيرا في النظرة إلى الرياضة، من مجرد هواية فردية إلى قطاع استراتيجي له آثار اجتماعية واقتصادية وأمنية.
*الرياضة كأداة لتعزيز الاستقرار الاجتماعي:
الرياضة، بحسب ما يتضح من المواد المرتبطة بها في المشروع، تقوم بدور حاسم في:
-حماية الشباب من الانحراف والتطرف عبر توفير فضاءات آمنة.
-تعزيز قيم التعايش والانضباط واحترام الآخر.
-دعم النساء والشباب لولوج الأنشطة الرياضية.
-بناء هوية مشتركة مبنية على الفخر والانتماء.
-وجود مراكز رياضية قوية في العيون والداخلة والسمارة سيخلق بيئة شبابية صحية تدعم الاستقرار الاجتماعي.
*السياحة الرياضية والترفيه كقاطرة اقتصادية:
المشروع يشجع بقوة على تنمية السياحة الرياضية والترفيهية، خاصة وأن الصحراء تمتلك مقومات فريدة:
-مساحات صحراوية شاسعة تصلح لسباقات السيارات الرالي.
-شواطئ عالمية للرياضات البحرية، خاصة في الداخلة.
-رياضات أصيلة كسباقات الهجن وسباقات القدرة على الرمال.
كما أن إنشاء مشاريع سياحية رياضية بيئية وثقافية يفتح الباب أمام:
-جذب المستثمرين
-خلق فرص عمل
-تنشيط الاقتصاد المحلي
-تعزيز صورة الجهة كوجهة دولية للرياضة
هذا يتماشى مع طموح المغرب لتسويق الأقاليم الجنوبية كمنطقة ترفيهية رياضية عالمية.
*البنية التحتية الرياضية: ركيزة الحكم الذاتي.
المواد المتعلقة بالرياضة في مشروع الحكم الذاتي تبرز أهمية بناء:
-ملاعب كرة القدم
-قاعات مغطاة
-مسابح أولمبية
مركبات رياضية متعددة التخصصات
-فضاءات للرياضات البحرية.
-مسارات للرياضات الصحراوية
هذه البنيات تسهم في:
-تحسين جودة الحياة
-احتضان تظاهرات رياضية كبرى
-جعل الجهة منصة رياضية دولية
كما أن دعم الاستثمار الرياضي الصناعي مثل صناعة الملابس والوسائل الرياضية سيخلق نسيجا اقتصاديا جديدا.
*الترفيه كحق اجتماعي ضمن الحكم الذاتي:
ربط المشروع بين الرياضة والترفيه يعكس تفكيرا حداثيا في السياسة الجهوية، حيث يسعى إلى:
-إنشاء فضاءات ترفيهية للعائلات
-تطوير مساحات خضراء وحدائق كبرى
-بناء مراكز شبابية وثقافية،‐
-خلق مهرجانات رياضية وثقافية دورية
الترفيه هنا ليس مجرد إضافة جانبية بل جزء من العدالة الاجتماعية وجودة الحياة التي يريدها المغرب لأبنائه.
*الرياضة كجسر بين الأمن والتنمية:
الرياضة تساهم، بشكل مباشر وغير مباشر، في تعزيز الأمن عبر:
-إبعاد الشباب عن الفضاءات الخطرة
-خلق بدائل تعليمية وتنشيطية
-تعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسات
-دعم السلم الاجتماعي
وبما أن المشروع يتضمن أجهزة أمنية محلية وتعاونية، فإن الرياضة تصبح شريكا في بناء أمن مجتمعي فعال.
ختاما يظهر المشروع المغربي للحكم الذاتي أن الرياضة ليست قطاعا ثانويا بل رافعة استراتيجية لبناء نموذج تنموي شامل في الصحراء المغربية. فهي:
-تعزز الاقتصاد
تقوي الهوية والانتماء
-تسهم في الاستقرار الاجتماعي والأمني
تحول الجهة إلى قطب رياضي سياحي عالمي
وتحسن جودة الحياة بشكل ملموس
إن إدراج الرياضة والترفيه بهذه القوة والعمق ضمن مشروع الحكم الذاتي يؤكد أن المغرب يتوجه نحو نموذج جديد للجهوية المتقدمة، يجعل من المواطن محور التنمية، ومن الرياضة أداة للتغيير والاجتماعي والاقتصادي.

