غضب واسع في صفوف أولياء أمور تلاميذ “مدارس الريادة” بالجديدة بسبب غياب المقررات الدراسية عن المكتبات
يشهد إقليم الجديدة منذ أسابيع حالة من التوتر الصامت داخل الوسط التربوي، بعدما عبر عدد كبير من أولياء أمور التلاميذ عن استيائهم العميق من استمرار غياب المقررات الدراسية الخاصة ببرنامج “مدارس الريادة” عن رفوف المكتبات، رغم مرور أزيد من شهرين على انطلاق الموسم الدراسي الجديد.
ففي الوقت الذي تراهن فيه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على هذا المشروع النموذجي لتجويد التعلمات وتعزيز أسس الابتكار داخل المدرسة العمومية، وجد مئات الآباء والأمهات أنفسهم في مواجهة مباشرة مع واقع تربوي مرتبك، عنوانه الأبرز “العجز في توفير الكتب المدرسية”.
وأكد عدد من أولياء الأمور في تصريحات متطابقة للجريدة، أن رحلة البحث عن المقررات تحولت إلى معاناة يومية، دفعت بعضهم إلى التنقل نحو مدن مجاورة كأزمور والدار البيضاء على أمل العثور على الكتب المطلوبة، غير أن أغلب المحاولات باءت بالفشل، مما زاد من حدة القلق حول مستقبل التحصيل الدراسي لأبنائهم.
وفي هذا السياق، أوضح عدد من الكتبيين بمدينة الجديدة أن الخصاص الحاصل يعود بالأساس إلى تأخر عملية التوزيع من طرف دور النشر والموردين، مشيرين إلى أن الطلب على هذه المقررات يفوق بكثير الكميات الموزعة.
ويحذر أولياء الأمور من أن استمرار هذا الوضع قد يؤثر سلبا على السير العادي للدراسة، خاصة وأن البرنامج يعتمد على مضامين جديدة تتطلب توافر الكتب في وقتها المحدد. كما طالبوا الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرية الإقليمية بالجديدة بالتدخل العاجل لتدارك النقص الحاصل وضمان توزيع عادل وسريع للمقررات على مختلف المؤسسات التعليمية.
وفي انتظار حلول عملية وفعالة، يظل مشروع “مدارس الريادة” مهددا بفقدان بريقه الأول، ما لم تتخذ خطوات جادة تضمن للتلاميذ تكافؤ الفرص وتوفر لهم الوسائل الأساسية للتحصيل، في مدرسة يفترض أن تكون نموذجا في الجودة والجاهزية لا في الانتظار والارتباك.

