إبن أحمد إقليم سطات ، سائق حافلة النقل المدرسي يعتدي على تلميذ ويهرب… أطفالنا في مرمى الإهمال والفوضى!

شهدت مدينة ابن أحمد مساء الجمعة حادثة مؤسفة وفضيحة أخلاقية وتجارية في آن واحد، تمثلت في اعتداء سافر على أحد التلاميذ من طرف سائق سيارة النقل المدرسي التابعة لجمعية الطالب سيدي عبد الكريم، وذلك أمام وكالة بريد بنك بالمدينة. وما إن وقع الاعتداء حتى لاذ السائق بالفرار تاركا التلاميذ عالقين في الحافلة لساعات طويلة حتى الثامنة والنصف مساءً، في تصرف يعكس غياب المسؤولية والرقابة وسوء التسيير الفاضح في قطاع النقل المدرسي المحلي.
وحسب إفادات شهود عيان، حاول التلميذ الصعود إلى الحافلة بعد انتهاء الدوام الدراسي، فواجه سلوكًا عدوانيًا صارخًا من السائق، الذي وجه له ضربة عنيفة أمام زملائه والمارة، مستخدما لغة جارحة ومهينة. وأكد الشهود أن هذا السائق معروف بسلوكه العدواني تجاه التلاميذ، وقد سبق له تهديد بعضهم في مناسبات سابقة، في غياب كامل لأي متابعة أو رقابة فعالة من الجمعية المشرفة على النقل المدرسي، التي يفترض أن تضمن سلامة الأطفال وتحافظ على كرامتهم.
وبمجرد وقوع الحادثة، تدخلت عناصر الشرطة المحلية وقائد قيادة أملال لمعاينة المكان والاستماع للتلاميذ والشهود، وفتح تحقيق رسمي لتحديد المسؤوليات.
هذه الواقعة تمثل خرقا صارخا للقوانين المغربية فالدستور يكفل حماية سلامة الأفراد وصون كرامتهم، والقانون الجنائي المغربي يجرم أي اعتداء جسدي على القاصرين ويضاعف العقوبة في هذه الحالات. كما يفرض القانون المنظم للتربية والتكوين توفير بيئة مدرسية آمنة تحفظ كرامة التلميذ وتحميه من كل أشكال العنف والإهانة. ويتماشى ذلك مع التوجيهات الملكية السامية، حيث شدد جلالة الملك محمد السادس على أن حماية الطفولة مسؤولية جماعية وأن إصلاح المدرسة المغربية لا يمكن أن يتحقق إلا في بيئة تحترم كرامة وأمن التلميذ النفسي والجسدي.
ولم تقتصر الفضيحة على الاعتداء الجسدي، بل كشفت الحادثة عن اختلالات هيكلية جسيمة في تسيير النقل المدرسي بجماعة سيدي عبد الكريم، إذ تشير إفادات أولياء الأمور إلى أن بعض الحافلات تقل أكثر من خمسين تلميذًا في الرحلة الواحدة، رغم توفر الجمعية على سبع سيارات فقط، فيما تصل الرسوم المالية إلى 800 درهم سنويا للتلميذ الواحد لمسافة لا تتجاوز أربعة كيلومترات، في استغلال فاضح وغير مبرر للمواطنين وأبنائهم.
وثق أحد التلاميذ الحادثة بهاتفه المحمول، مظهرا الاعتداء وفرار السائق
إن واقعة ابن أحمد ليست حادثا معزولا، بل مؤشر خطير على الفوضى التي يعاني منها قطاع النقل المدرسي في بعض المناطق القروية، حيث تتكرر مظاهر العنف وسوء التسيير والاكتظاظ، في غياب رقابة فعالة ومساءلة حقيقية. وما حدث يؤكد أن تدخل السلطات المحلية والإقليمية أمر عاجل وضروري لحماية الأطفال وضمان بيئة مدرسية آمنة تحترم حقوقهم الأساسية، كما نص الدستور والقوانين المغربية وخطابات جلالة الملك السامية.