البطالة بين الخريجين: ما الحلول المتاحة؟

البطالة بين الخريجين: ما الحلول المتاحة؟

تُعدّ البطالة في صفوف الخريجين واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد والمجتمع في عدد من الدول، وخاصة في صفوف الشباب الذين أنهوا مسارهم الأكاديمي بشهادات جامعية مختلفة، لكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع سوق شُغل لا يفتح أبوابه بسهولة.

ورغم السياسات التي اعتمدتها الحكومات لتقليص نسب البطالة، إلا أن الفجوة لا تزال قائمة بين ما يُدرّس في الجامعات وما يتطلبه سوق العمل من كفاءات ومهارات مهنية. ويظل السؤال المطروح بإلحاح: ما هي الحلول المتاحة لمواجهة بطالة الخريجين؟

من أهم الخطوات التي يُجمع عليها الخبراء هي ضرورة ملاءمة المناهج الدراسية مع متطلبات سوق العمل. فالكثير من الخريجين يتوفرون على تكوين نظري متين، لكنه لا ينسجم مع الحاجيات الفعلية للمقاولات أو المهن الحرة.

تشجيع الشباب على خلق مشاريعهم الخاصة من خلال توفير التكوين في ريادة الأعمال، ودعم مالي ولوجستيكي فعّال، يمكن أن يخفف من حدة البطالة ويُحول الخريجين من طالبي عمل إلى موفّرين له.

التوجيه الجيد منذ المرحلة الثانوية نحو المسارات المهنية المطلوبة، وإعادة الاعتبار للتكوين المهني، بات ضروريًا لتقليص الضغط على الجامعات وتوجيه الشباب نحو تخصصات مطلوبة.

ربط الجامعة بمحيطها الاقتصادي عبر برامج تدريب ميداني، واتفاقيات مع مؤسسات تشغيل، يُمكّن الخريج من الاندماج تدريجيًا في الحياة العملية قبل التخرج.

في الختام، لا يمكن مواجهة بطالة الخريجين بحلول ظرفية أو ترقيعية، بل بإصلاحات بنيوية شاملة تستند على التخطيط بعيد المدى، وتضع الإنسان في قلب النموذج التنموي الجديد.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *