“المعلم الشبحي”.. دونكيشوت الإعلام بسطات

سطات : محمد المسكيني
بعد فضيحة شبهات الرشوة بقسم الولادة بمستشفى الحسن الثاني بسطات، والتي أجبرت وزارة الصحة على إرسال لجنة مركزية للتحقيق في ما بات يعرف بـ”الأوضاع المزرية”، كان المنتظر أن يتحد الجميع خلف مطلب واحد: إنقاذ ما يمكن إنقاذه من قطاع يحتضر.
لكن يبدو أن للمدينة دونكيشوتها الإعلامي، ذاك الذي اختار أن يقاتل طواحين الهواء بخربشات افتراضية يكتبها من مقاهي وسط المدينة، حاملا حاسوبه كأنه سيف صدى. “المعلم الشبحي”، الذي لا يدرس أبناء الشعب ويكتفي برباط الكراسي في المقاهي، قرر أن يخرج عن السرب، لا ليكشف الفساد، بل ليمارس هوايته المفضلة: “التقلاز تحت الجلابة”.
الأستاذ او الإعلامي بالصدفة نصب نفسه قاضي الإعلام، وراح يوزع صكوك الإدانة والغفران، نافثا سمومه في وجه المنابر التي فضحت المستور وأحرجت المسؤولين. ولسنا ندري: هل هو فعلا صحفي، أم مجرد “ناطق باسم الأشباح”، أو لسان حال من يزعجهم أن يُسلط الضوء على ما يجري داخل أسوار المستشفى؟
لقد صار واضحا أن صاحبنا، الذي سبق أن لعب دور “ناطق المجلس السابق”، يجد متعة غريبة في التلون كالحرباء: تارة صحفي، تارة محامي مستشفى، وتارة أخرى أستاذ شبحي. وبذلك، لم يعد لنا سوى أن نهمس في أذنه: يا أستاذنا، إذا اخترت لعب دور دونكيشوت، فعلى الأقل اختر معركة تستحق أن تخاض، أما معاركك ضد الإعلام المحلي فلا تعدو أن تكون مجرد “جعجعة بلا طحين”.
مدينة سطات لا تحتاج إلى “قضاة وهميين” يحاكمون الكلمة الحرة من وراء الحواسيب، بل إلى أصوات جريئة تفضح الفساد وتدافع عن حق المواطن في الصحة والتعليم والعيش الكريم. أما “المعلم الشبحي”، فالأجدر به أن يخلع عباءة “قاضي الإعلام” ويعود إلى قسمه، إن بقي له قسم أصلا.