أزمة خدمات اتصالات المغرب بسطات: موظف وحيد يواجه 171 ألف نسمة

رغم التطور الذي تعرفه خدمات الاتصالات بالمغرب، ما تزال بعض الوكالات التجارية تعكس واقعاً مغايراً لمبدأ “الزبون أولاً”. في مدينة سطات، التي يتجاوز عدد سكانها 171,556 نسمة، يعيش المرتفقون وضعاً غير مقبول داخل الوكالة التجارية لشركة اتصالات المغرب.
مصادر مطلعة كشفت أن الوكالة تعاني خصاصاً مهولاً في الموارد البشرية، إذ يضطر موظف واحد فقط رفقة مدير الوكالة إلى استقبال مئات الزبناء بشكل يومي، أغلبهم قادمون لتسديد فواتير الهاتف أو خدمة الأنترنيت. هذا المشهد المتكرر يحوّل فضاء الوكالة إلى طوابير انتظار طويلة، ويضع المرتفقين أمام معاناة مجانية، في وقت تتباهى فيه الشركة بحصتها السوقية ومداخيلها المرتفعة.
المفارقة أن الوضع، بحسب متتبعين، لا يُعزى إلى عجز في الإمكانيات، بل إلى تقصير إداري على المستوى الإقليمي، وهو ما جعل الزبون البسيط يدفع ثمن سوء التدبير. فبدل توفير الحد الأدنى من شروط الاستقبال، يجد المواطن نفسه أسيراً لساعات انتظار مرهقة أمام شباك واحد، وكأن خدمة الاتصالات صارت امتيازاً لا حقاً مكتسباً.
أمام هذه الصورة، يُطرح السؤال: هل يتدخل المدير العام لاتصالات المغرب لتصحيح ما أفسده التدبير الإقليمي؟ أم أن الشركة ستواصل سياسة الصمت وترك ساكنة سطات تواجه مشكلتها منفردة؟
الأكيد أن تحسين جودة الخدمات لا يمر فقط عبر الإعلانات البراقة والتسويق المكثف، بل عبر احترام وقت وكرامة الزبون، وهو ما يفتقده المواطن السطاتي اليوم داخل وكالة تجارية يُفترض أن تكون واجهة مؤسسة وطنية رائدة.