الاكتظاظ ينهك المدارس بسطات… طلوع عبد الإله يدق ناقوس الخطر

الاكتظاظ ينهك المدارس بسطات… طلوع عبد الإله يدق ناقوس الخطر

في حوار خصّ به موقع مجلة 24، تحدث الأستاذ طلوع عبد الإله، أستاذ التعليم الابتدائي بمديرية سطات، عن الوضعية المقلقة التي باتت تعيشها المدارس العمومية مع بداية الموسم الدراسي الجديد، حيث أقسام مكتظة يتجاوز فيها عدد التلاميذ الخمسين، مما يحول العملية التعليمية إلى تحدٍّ يومي.

وتحدث طلوع عن واقع الفصول الدراسية قائلاً إن “الأستاذ يجد نفسه أمام بحر من المتعلمين، في ظروف لا تسمح لا بالتركيز ولا بالمواكبة الفردية، مما ينهك المدرس ويضعف مردودية المتعلمين”.

وندد طلوع بما اعتبره “استمرار السياسات الترقيعية التي تتعامل مع التعليم بمنطق الأرقام لا بمنطق الجودة”، مشدداً على أن الاكتظاظ لم يعد مشكلاً تقنياً ظرفياً، بل تحول إلى أزمة بنيوية تضرب عمق المدرسة العمومية، وتهدد رسالتها التربوية والاجتماعية.

وأكد طلوع أن “انعكاسات هذا الوضع لا تتوقف عند حدود العملية التعليمية فقط، بل تمتد إلى علاقة الآباء بالمؤسسة، إذ بات العديد منهم يفقدون الثقة في المدرسة العمومية، ويلجؤون مضطرين إلى حلول بديلة تثقل كاهلهم مادياً”.

ولم يفت طلوع أن يناشد السلطات التربوية والمجالس المنتخبة بـ”التدخل العاجل لفتح حجرات إضافية، وتوظيف مزيد من الأطر التربوية، وتوفير الدعم النفسي والبيداغوجي للمتعلمين”، معتبراً أن ذلك “أضعف الإيمان لضمان شروط تعليم مقبول”.

كما حمل طلوع الوزارة الوصية والحكومة المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع، مؤكداً أن “الأستاذ لم يعد قادراً على الاستمرار في أداء رسالته وسط هذا الضغط الهائل، دون رؤية إصلاحية جادة تُعيد الاعتبار للمدرسة العمومية كفضاء للعلم والمعرفة والارتقاء الاجتماعي”.

واختتم طلوع تصريحه بالتأكيد على أن “الاكتظاظ ليس قدراً محتوماً، بل نتيجة خيارات سياسية يمكن تعديلها إذا توفرت الإرادة الحقيقية لجعل التعليم أولوية وطنية، لا مجرد شعار انتخابي”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *