مكناس: من وراء الاعتداء على رئيس جماعة مكناس؟

في سابقة خطيرة تعرض رئيس المجلس البلدي لمدينة مكناس لاعتداء همجي لفظي من طرف بلطجية حسب تصريح أحد المقربين من الرئيس وأن البلطجية اختاروا أسلوب العنف والترهيب بدل الاحتكام إلى النقاش الديمقراطي. إنه عمل دنيء وجبان، لا يستهدف شخص الرئيس وحده، بل يوجه صفعة قوية إلى هيبة المؤسسات المنتخبة وإرادة المواطنين الذين وضعوا ثقتهم في ممثليهم.
حيث شهدت مدينة مكناس مساء الثلاثاء 16 شتنبر الجاري واقعة غير مسبوقة في تاريخ التدبير المحلي، بعدما تعرض رئيس جماعة مكناس، عباس الومغاري، لمحاولة اعتداء قرب منزله بمنطقة آيت ولال.
وحسب المعطيات المتوفرة، فقد كان أربعة مجهولين على متن دراجتين ناريتين يتعقبون الومغاري منذ مدخل آيت ولال عبر المركب التجاري “مرجان”، قبل أن يحاولوا الاعتداء عليه بالقرب من منزله. غير أن تدخلا سريعا لعناصر سرية الدرك الملكي حال دون وقوع ما لا يُحمد عقباه، حيث فر المعتدون إلى وجهة غير معروفة….
وحسب تصريح الفاعل الجمعوي (ر.ف) ما وقع ليس مجرد حادث عرضي، بل مؤشر على ثقافة منحطة تسعى إلى فرض منطق العصابات في مواجهة الشرعية الشعبية والقانون. فهل يُعقل أن تتحول مكناس، المدينة العريقة بتاريخها وحضارتها، إلى مسرح لأساليب بلطجة بئيسة تُعطل مصالح المواطنين وتُشوه صورة العمل السياسي؟
مضيفا، إن من يختلف مع أداء رئيس المجلس أو ينتقد قراراته، فليتقدم بوجه مكشوف أمام صناديق الاقتراع، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الشعب. أما استعمال العنف، فهو خيانة صريحة لقيم الديمقراطية، وجريمة أخلاقية قبل أن تكون قانونية.
اليوم، على السلطات أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في وضع حد لهذه الممارسات الحقيرة، وأن تحمي المنتخبين من عربدة البلطجية، لأن التساهل مع مثل هذه التصرفات يفتح الباب واسعًا أمام الفوضى.
الواقعة أثارت الكثير من الجدل والاستغراب، إذ لم يعرف بعد ما إذا كانت محاولة الاعتداء مدبرة أو مجرد فعل عرضي، خاصة أنها تأتي في ظرفية يعتبرها المتتبعون مرحلة حساسة، بعدما بدأت المدينة تتنفس الصعداء وتستعيد دينامية تنموية منذ تولي الومغاري رئاسة المجلس الجماعي..
إلى أن تتضح الحقيقة، تظل هذه الواقعة بمثابة جرس إنذار خطير حول المناخ السياسي المحلي داخل العاصمةالاسماعيلة، والذي أثار الكثير من الجدل في الفضاء الأزرق الذي استنكر الواقعة بشدة ضد هذا الرجل الذي ليس له هم سوى تغيير المدينة والخروج بها من واقعها المظلم المعاش.