أسر غاضبة من تفرقة توقيت أبنائها داخل مؤسسات منخرطة في برنامج “الريادة”

أسر غاضبة من تفرقة توقيت أبنائها داخل مؤسسات منخرطة في برنامج “الريادة”

 

 

مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد، تفجرت موجة من الغضب في أوساط عدد من الأسر المغربية بسبب الطريقة التي تم بها تنزيل برنامج “مدارس الريادة”، حيث وجد الآباء أنفسهم أمام واقع مرير غير متوقع، بعدما أدى تقسيم التلاميذ إلى فئات اعتمادا على نتائج الروائز القبلية إلى تفرقةتوقيت أبناء الاسرة الواحدة داخل نفس المؤسسة التعليمية.
وحسب ما استقته الجريدة من تصريحات أولياء الأمور، فقد جرى تجميع المتفوقين في أقسام خاصة، بينما وضع زملاؤهم من ذوي المستوى المتوسط أو الضعيف في أقسام أخرى، وهو ما اعتبره الآباء نوعا من “التمييز المجحف” الذي انعكس سلبا على نفسية الأطفال، حيث شعر بعض التلاميذ بالحكرة وتراجعت ثقتهم بأنفسهم، فيما بات آخرون ينظرون إلى زملائهم المتفوقين كفئة “أفضل” أو “محظوظة”، مما يهدد، حسب الأسر، بتقويض مبدأ تكافؤ الفرص الذي تقوم عليه المدرسة العمومية.
تداعيات البرنامج لم تتوقف عند الجانب النفسي، بل امتدت إلى معاناة عملية أثقلت كاهل الآباء. فقد عبر الكثير منهم عن ارتباك كبير في تنظيم حياتهم اليومية، بعدما فرقت الروائز بين أبنائهم الذين يدرسون داخل نفس المدرسة، ليجدوا أنفسهم موزعين على أقسام مختلفة وبجداول زمنية غير متطابقة، خاصة في الثانويات الإعدادية.
إحدى الأمهات صرحت للجريدة قائلة: “كنت أعتمد على وجود طفلي الاثنين معا في نفس القسم لتسهيل نقلهما من وإلى المؤسسة، لكن بعد اعتماد هذه الروائز، تم تفرقتهما، وأصبحت مضطرة لمجاراة استعماليْن زمنيين مختلفين، وهو أمر مرهق ويفرض علي إعادة برمجة يومي بالكامل”
وفي مقابل معاناة الأسر، لم تخف بعض المؤسسات التعليمية بدورها ارتباكها في تنزيل هذا المشروع، حيث ما تزال عمليات توزيع التلاميذ مستمرة رغم مرور حوالي نصف شهر على انطلاق الدراسة بالمدارس العمومية غير المنخرطة في برنامج الريادة. كما أن عددا من الثانويات الإعدادية لم يتم تزويدها بعد بالمساليط الضوئية، وما تزال ورشات الأشغال قائمة داخلها، وهو ما اعتبره أولياء الأمور مؤشرا واضحا إما على استعجال تطبيق البرنامج دون توفير أبسط شروط النجاح، أو تلكؤا في تركيب هاته المساليط وبالتالي مظهرا من مظاهر عدم إيلاء العملية ما تستحقه من اهتمام خلال الفترة التي سبقت موعد الدخول المدرسي.
وسط هذه الأجواء المشحونة، يتساءل الكثير من الآباء عن جدوى هذه السياسة القائمة على التمييز بين التلاميذ منذ أولى أيام الموسم الدراسي، معتبرين أنها لا تسهم في تحسين جودة التعلمات، بل تعمق الفوارق وتزرع الإحباط داخل الأسر.
ورغم أن الوزارة الوصية تؤكد أن مشروع “مدارس الريادة” يهدف إلى تجويد التعلمات وتحقيق نهضة تربوية جديدة، إلا أن الأسر بإقليم الجديدة ترى أن طريقة التنزيل شابها كثير من التسرع والارتباك، مما حول بداية الموسم الدراسي إلى مصدر توتر واحتقان بدل أن يكون لحظة انطلاقة واعدة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *