دينامية حزب الأمل في رسم خارطة سياسية جديدة بسطات.

دينامية حزب الأمل في رسم خارطة سياسية جديدة بسطات.

محمد المسكيني 

منذ تزكية المهندس معاذ فاروق منسقاً إقليمياً لحزب الأمل بسطات، دخل الحزب مرحلة جديدة من الحركية التنظيمية والسياسية، في محاولة لإعادة رسم التوازنات داخل المشهد المحلي. فقد انخرط المنسق في اجتماعات ماراطونية مع عدد من المؤسسات، كما أعلن عن برمجة زيارة ميدانية قريبة للمستشفى الإقليمي الحسن الثاني والحي الصناعي بسطات، للوقوف عن كثب على الإشكالات التي تتخبط فيها المدينة في هذين المجالين.

وتأتي هذه الخطوات في سياق ما تعرفه سطات من أزمة متعددة الأبعاد، تتجلى في هشاشة القطاع الصحي وارتفاع نسبة البطالة وقلة التشغيل وتعثر الاستثمار. وهو ما جعل حزب الأمل أول تنظيم سياسي يعلن عن إعداد تقارير حول الوضع الاجتماعي والاقتصادي والصحي بالإقليم، في إشارة واضحة إلى رغبته في التموقع كقوة اقتراحية جديدة.

وفي اتصال هاتفي مع مجلة 24، أوضح المنسق الإقليمي للحزب، المهندس معاذ فاروق، أن “برنامجنا السياسي يستند إلى مرجعية الدستور المغربي، ويهدف إلى الدفاع عن مطالب الساكنة في الصحة والشغل والكرامة”. وأضاف: “زيارتنا المقبلة للمستشفى الحسن الثاني ستمكننا من الوقوف على الخصاص الحاد في الموارد البشرية ومغادرة عدد من الأطباء، كما أن زيارتنا للحي الصناعي ستتيح لنا تقييم واقع الاستثمار وفرص التشغيل التي تبقى دون طموحات وتطلعات الشباب”.

غير أن هذا الحضور اللافت لحزب الأمل، يطرح سؤال الغياب المقلق لباقي الأحزاب التقليدية بسطات، والتي اكتفت إما بالصمت أو بممارسة السياسة من داخل المكاتب، دون أي انخراط فعلي في معالجة قضايا الصحة والشغل. وفي مقابل ركود أحزاب “الكلاسيكيات السياسية”، يبدو أن حزب الأمل يحاول كسب ثقة الشارع عبر العمل الميداني المباشر، في خطوة قد تُعيد خلط الأوراق داخل المشهد الحزبي المحلي.

بهذا التحرك، يسعى حزب الأمل إلى تثبيت حضوره كفاعل سياسي جديد بسطات، في وقت يشهد فيه المشهد الحزبي المحلي نوعاً من الجمود وغياب المبادرات الميدانية. غير أن التحدي المطروح يظل مرتبطاً بقدرة الحزب على الانتقال من رصد المشاكل إلى تقديم حلول عملية، حتى لا تتحول هذه الدينامية إلى مجرد حملة علاقات عامة ظرفية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *