سطات.. مدينة “الحظ العاثر” في زمن التنمية الجهوية

سطات.. مدينة “الحظ العاثر” في زمن التنمية الجهوية
سطات : بوشعيب نجار

سطات، عاصمة الشاوية، وخزان القمح الذي أطعم المغرب لعقود، تحولت اليوم إلى مجرد عاصمة للتهميش. مدينة تختنق في صمت، فيما المسؤولون يتبادلون الأدوار بين “أسد على المنابر ونعامة في الميدان”.

لا شوارع تليق بمدينة تحمل صفة الجهوية، ولا إنارة عمومية تُضيء دروب الساكنة إلا لماماً، وكأن الكهرباء في سطات كماليات وليست حقاً من حقوق المواطنة. مصانع؟ تلك قصة من قصص الخيال العلمي، إذ لا أثر لها سوى في خطابات المسؤولين. مستشفى؟ أقرب إلى “بيت أشباح” منه إلى مؤسسة صحية، أما الرياضة فقد قُبرت، بعدما تحولت الفرق الكروية إلى مجرد حكايات يرويها الشيوخ للشباب بالمقاهي عن زمن كان فيه الجمهور يفرح بالنهضة السطاتية.

السياسة؟ هنا يكمن مربط الفرس. صراعات داخلية، تصفية حسابات، ووجوه مكشوفة لم تعد تتقن سوى لعبة الكراسي. كأن قدر هذه المدينة أن تبقى رهينة “جعجعة بلا طحين”، حيث الخطابات الانتخابية تَعِد بالجنة، بينما الواقع لا يلد إلا الخراب.

المواطن السطاتي اليوم تائه بين ماضٍ مجيد وحاضر عقيم، بين بكاء على الأطلال وانتظار معجزة قد لا تأتي. السؤال المؤلم: هل خان ممثلو الأمة والمجالس المنتخبة هذه المدينة؟ أم أن “حاجات في نفس يعقوب” جعلتهم يحولونها إلى مجرد هامش في دفتر التنمية الجهوية؟

سطات لا تحتاج إلى شعارات رنانة ولا إلى تدخلات هوليودية موسمية، بل إلى إرادة سياسية صادقة تُعيد لها مكانتها كقاطرة اقتصادية واجتماعية. غير ذلك، فسيبقى المواطن شاهداً على موت بطيء لمدينة حملت على كتفيها تاريخ الشاوية، ليختزل حاضرها في عنوان واحد: “سطات.. مدينة الحظ العاثر”

One thought on “سطات.. مدينة “الحظ العاثر” في زمن التنمية الجهوية

  1. سطات مدينة قلد دواليب تسييرها إلى مسؤولين بعقلية قروية. تحتاج المدينة إلى قائد حقيقي ليخرجها من سباتها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *