ارتفاع أسعار الدواجن يزيد الضغط على الأسر المغربية في صيف حار

شهدت الأسواق خلال الأيام الماضية ارتفاعا ملحوظا في أسعار الدجاج الحي، حيث بلغ ثمن الكيلوغرام في الأحياء الشعبية 23 درهما، مع تجاوز هذا السعر في بعض المحلات، ما أثار استياء المستهلكين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
وكان مهنيو قطاع الدواجن قد أكدوا في وقت سابق أن سعر الكيلوغرام لن يتعدى 20 درهما خلال فصل الصيف، مستندين إلى وفرة الإنتاج واستقرار العرض، غير أن الواقع على الأرض أظهر ارتفاعًا غير متوقع.
وقال رضوان زويتني، عضو الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، في تصريح صحفي، أن السبب وراء هذا الارتفاع يعود إلى الطلب الكبير خلال فترة الصيف من طرف المطاعم والحفلات، خاصة حفلات الزواج، إضافة إلى تأثير تكاليف الأعلاف على الأسعار، كما أشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى نفوق الدواجن وإتلاف البيض في حال عدم توفر وسائل التبريد المناسبة، وهو ما يزيد الضغط على السوق.
من جهته، أوضح عبد الكريم القدوري، الكاتب المحلي لفرع الدواجن بالنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بخريبكة، أن موجة الحرارة الحالية فرضت شروطًا صارمة على الضيعات، مثل استخدام أنظمة التهوية وتقليص أعداد الدواجن داخل الحظائر لتفادي الخسائر، كما أن نقص عدد الكتاكيت على المستوى الوطني ساهم في ارتفاع الأسعار.
وأضاف أن السوق الوطني يحتاج عادة نحو عشرة ملايين كتكوت، بينما سجلت الفترة الأخيرة أعدادًا أقل، غير أن التحسن التدريجي في عدد الكتاكيت يبشر بانتعاش نسبي للعرض خلال الأسابيع المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار أن الكتكوت يحتاج نحو 40 إلى 44 يومًا للوصول إلى مرحلة البيع.
وأشار أحمد الدودي، المدير المنتدب للفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، إلى أن ارتفاع الأسعار ليس نتيجة تقاعس المربين، بل نتيجة تداخل عدة عوامل، من بينها موجات الحرارة، وارتفاع تكاليف الإنتاج بما في ذلك الأعلاف المستوردة، إضافة إلى كلفة الطاقة والتبريد والنقل، فضلا عن زيادة الطلب الموسمي وتوجه المستهلكين نحو لحوم الدواجن بعد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء. كما نبه إلى أن بعض الوسطاء يستغلون الظرفية لتحقيق هوامش أرباح مفرطة، مما يرفع الأسعار النهائية للمستهلكين.
واكد في الاخير الدودي بالتأكيد على استمرار المربين في تزويد الأسواق بالكميات المبرمجة لضمان الأمن الغذائي، داعيا السلطات إلى تشديد المراقبة على حلقات التوزيع والحد من المضاربات التي تثقل كاهل المستهلك وتضر بالمربين على حد سواء.