الأمن في المغرب.. نموذج للشرطة المواطنة والجاهزية الحديثة

بمناسبة الذكرى 69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني (DGSN)، خصصت صحيفة “لو ماتان” ملفًا خاصًا يسلط الضوء على تطور هذه المؤسسة الأمنية المغربية. وقدمت الجريدة صورة لشرطة حديثة، مواطِنة وفعالة، تحظى بإشادة على الصعيدين الوطني والدولي بفضل احترافيتها وقدرتها على التكيّف.
وبفضل الإرادة الملكية منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، شهدت المديرية العامة للأمن الوطني إصلاحًا عميقًا على مستوى أساليب عملها وتنظيمها. وقد تعزز هذا المسار تحت قيادة عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني (DGST)، الذي نجح في المزاوجة بين الصرامة العملياتية والقرب من المواطنين.
وباتت الشرطة المغربية تجسد اليوم مؤسسة تحظى بالثقة، تصغي إلى المواطنين وتوجه بوصلتها نحو المستقبل.
وتعتمد المديرية العامة للأمن الوطني على بنية تحتية رقمية متطورة، من أبرزها بوابة “e-Police” المندمجة، التي تتيح للمواطنين الولوج بسهولة إلى الخدمات الأمنية عبر الإنترنت. وفي الوقت نفسه، تم تعزيز قدرات الشرطة العلمية بشكل كبير، من خلال توظيف 60 كلبًا مدرَّبًا متخصصًا في الكشف والمساعدة في التحقيقات.
وفي سنة 2024، تم افتتاح 19 مفوضية جديدة، لتوسيع التغطية الأمنية بالمناطق الحضرية المتنامية وضواحيها، في استجابة لحاجة ملحة لإرساء شبكة أمنية فعالة.
ولمواجهة تحديات الجريمة الإلكترونية، وضعت المديرية منصة تفاعلية تُعرف بـ”إبلاغ”، تمكن المواطنين من التبليغ عن المحتويات غير القانونية على الإنترنت. كما تم تجهيز فرق متخصصة بتقنيات متقدمة، مثل أجهزة الصعق الكهربائية TASER-7، وسيارات تدخل سريع.
وتجسد هذه المقاربة الاستباقية قدرة المؤسسة الأمنية على التنبؤ بأشكال الجريمة الحديثة والاستجابة لها بفعالية.
وقد تم الاعتراف باحترافية الشرطة المغربية على الصعيد الدولي من خلال انتخاب إطار أمني مغربي رفيع المستوى نائبا لرئيس الإنتربول عن قارة إفريقيا، في خطوة تعكس الدور المحوري الذي يلعبه المغرب في التعاون الأمني الإقليمي والدولي.
وفي السياق ذاته، يُعد إحداث فرق أمنية متخصصة في تأمين الفعاليات الرياضية، تحضيرًا لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، دليلاً على الرؤية الاستشرافية للجهاز الأمني المغربي.
وتغادر الشرطة المغربية منطق المقاربة الزجرية البحتة، لتتبنى اليوم فلسفة أمنية تشاركية تقوم على إنتاج الأمن بشكل مشترك مع المواطنين. هذا التحول تجسده جيل جديد من الأطر الأمنية المكونة على قضايا القرب والوساطة والنجاعة. وكما أوردت صحيفة “لو ماتان”: “جيل جديد من الأطر يحمل هذه الرؤية الحديثة، في خدمة شرطة قريبة من المواطن، منفتحة ومسؤولة”.