من مستشفى الرازي إلى أرصفة مدينة ابن أحمد… رحلة في جحيم الإهمال

من مستشفى الرازي إلى أرصفة مدينة ابن أحمد… رحلة في جحيم الإهمال
سعيد حفيظي:

 

في مدينة ابن أحمد بإقليم سطات، يتحول المشهد اليومي إلى كابوس صامت. عشرات المرضى النفسيين والمختلين العقليين يجوبون الشوارع حفاة وجائعين، في حالات مزرية، يتعاملون مع المارة أحيانًا بود وأحيانًا بعنف، فيما يكتفي المسؤولون بالتفرج وكأن الأمر لا يعنيهم.

ورغم قرب المدينة من مستشفى الرازي للأمراض العقلية ببرشيد، إلا أن المستشفى نفسه غارق في أزمة اكتظاظ وضعف موارد وبنية متدهورة، عاجز عن استقبال كل الحالات. هكذا يظل المرضى في حلقة مؤلمة بين أسوار الرازي وأرصفة ابن أحمد، تاركين أسرهم ومعهم المجتمع كله في خوف وقلق دائم.

هؤلاء المرضى ضحايا لسياسات مختلة، وللامبالاة مجتمع لا يرحم، ولسلطات محلية بلا رؤية. ومع ذلك، حين يتحولون إلى خطر على المارة، يصبح الجميع ضحايا. أطفال ونساء وتجار يعيشون في ترقب دائم، والمدينة تغرق في صمتها.

الحل يبدأ بتوسيع قدرات مستشفى الرازي، وإنشاء مراكز نفسية قريبة، وإحصاء هؤلاء المرضى ومتابعتهم وضمان حقهم في العلاج. الصحة النفسية ليست رفاهية، بل حق وأولوية لحماية المجتمع.

ما يحدث في ابن أحمد وصمة عار وجريمة صامتة في حق الجميع. حان الوقت لأن تتحرك الدولة وتتحمل مسؤولياتها، قبل أن يكبر الخطر ويستفحل

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *