الجديدة.. ساحة حي المطار من مشروع رائد إلى إسمنت ميت و احتلال للملك العمومي و السلطات تتفرج

الجديدة.. ساحة حي المطار من مشروع رائد إلى إسمنت ميت و احتلال للملك العمومي و السلطات تتفرج

تحولت ساحة حي المطار بمدينة الجديدة، التي كانت في الأصل مشروعا عمرانيا واعدا ومفخرة مرتقبة للساكنة، إلى فضاء إسمنتي يفتقر لأبسط شروط الجمالية والسلامة، بعدما ذهبت أحلام النواة الحضرية المتكاملة أدراج الرياح.

فمنذ انطلاق المشروع على الورق، روجت الشركة العامة العقارية لتصور نموذجي لحياة حضرية راقية، يزاوج بين السكن والمرافق الإدارية والتجهيزات العمومية، ويؤسس لقطب إداري جديد يخفف الضغط عن وسط المدينة ويحرر كورنيش الجديدة لتوظيفه سياحيا، مع وعود بتهيئة مطرح النفايات القديم وتحويله إلى منطقة خضراء ترفيهية.

لكن ما أن تحول الحلم إلى واقع، حتى بدأت ملامح الفشل في التنفيذ تتبدّى.

فالساحة الكبرى التي كان يفترض أن تكون القلب النابض للمشروع، تحولت إلى مجرد كتلة إسمنتية ميتة تعج بالعشوائية وغياب النظام.

إضافة الى ذلك هناك فوضى الألعاب العشوائية هي أول ما يصدم الزائر، إذ تنتشر السيارات الكهربائية والمطاطيات الكبيرة الخاصة بالأطفال. وسط غياب تام لأي شروط للسلامة أو التأمين. بل الأكثر من ذلك، يعمد أصحاب هذه الألعاب إلى تثبيتها بواسطة حجارة ضخمة تشكل خطرا داهما على الأطفال والمارة، خاصة في الليل في ظل غياب شبه كلي للإنارة العمومية.

ولا تقف الفوضى عند هذا الحد، بل يعم الإزعاج الساحة طوال اليوم، بسبب الأصوات الصاخبة التي تطلقها السيارات الكهربائية الخاصة بالأطفال، خصوصا المنبهات المزعجة التي تحاكي صوت سيارات الإسعاف والشرطة. هذا الضجيج المتواصل بات يثير سخط الساكنة المجاورة للساحة، وخاصة المرضى وكبار السن الذين يعانون من تداعياته النفسية والجسدية.

وتحولت الساحة إلى مرتع لمظاهر سلبية عديدة، من تسكع وانحراف واحتلال عشوائي للملك العمومي، وسط أكوام النفايات التي يخلفها بعض الباعة الجائلين، وعلى رأسهم أصحاب “شي الذرة”، الذين يشوهون المكان بمخلفاتهم.

وتثير هذه الفوضى تساؤلات ملحة حول من يقف وراء هذا التسيب، ومن المستفيد من احتلال الملك العمومي بهذه الطريقة، ما يستوجب فتح تحقيق شفاف من طرف الجهات المختصة لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين.

إن ما يحدث بساحة حي المطار لا يمس فقط جمالية المدينة، بل يضرب في العمق صورة مدينة الجديدة كمجال حضري طموح كان يعول عليه لتغيير وجه المدينة. وهو ما يضع السلطات المحلية، وعلى رأسها عامل إقليم الجديدة، أمام مسؤولية عاجلة للتدخل من أجل إعادة الاعتبار لهذا الفضاء، وفرض القانون، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشروع تحول إلى خيبة أمل للجميع.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *