تلميذ يقبل يد أستاذته عندما خرج من قاعة الامتحان
غالبا ما أجواء امتحان الباكالوريا تتسم بمجموعة من الأحداث والمواقف قد تكون سلبية أوإيجابية ما أثارني ودفعني إلى الكتابة في الموضوع هو تلك الحملات التشهيرية في مواقع التواصل الاجتماعي من طرف بعض المؤثرين وأشباه الصحافة الذين ما يبخسون من قيمة هذا الورش الوطني الذي تصرف عليه الجهة المسؤولة مبلغا كبيرا حتى يمر في أحسن الأجواء وما يصب في مصلحة التلميذ الممتحن.
إن الواقعة التي جعلتني أكتب في هذا الموضوع حقيقية عندما رأيت ذلك التلميذ الذي انحنى على يد أستاذة الفزياء وقبل يدها من الجهتين ناطقا بكل جوارحه أستاذة الله يرحم ليك الوالدين ويعطيك ما تمنيتي، شاكرا إياها على المجهودات التي كانت تقوم بها معهم.
إنه بالفعل موقف يستحق التحدث عنه والثناء عليه هذا هو رجل التعليم الذي نحتاجه ونشتاق أن نراه في مؤسساتنا التعليمية، هذا هو رجل التعليم الذي يحب مهنته ويحترمها انطلاقا من تفانيه الذي لا يعرف كللا ولا مللا ولا تأففا لأنه يؤمن برسالته النبيلة وهي التغيير وبناء جيل مستقبل أفضل يستطيع تحمل المسؤولية في بناء هذا الوطن.
لا استطيع لكم وصف نظرات تلك الأستاذة لكم وهي تنظر إلى تلميذها الذي قبل يدها أمام زملائه، فعلا إنه جزاء الله في الدنيا قبل الآخرة أن تشعر بنعمة عمل صادق قمت به في يوم وساعة ما.
ما يجب علينا اليوم هو العمل على إرجاع قيمة رجل التعليم الذي يساهم في بناء أجيال هم عماد الأمة والوطن بسواعدهم تشيد القلاع الحصينة وتبنى السدود العتيدة إذا ما زرعنا فيهم قيما جليلة كما فعلت هذه الأستاذة.

