فضيحة غش تهز مركز تسجيل السيارات بسطات توقيف مرشح وفرار آخر بعد ضبط معدات إلكترونية متطورة

سطات : مجلة 24
في واقعة غير مسبوقة، شهد مركز تسجيل السيارات بمدينة سطات صباح يوم الإثنين 19 ماي الجاري، حالة استنفار قصوى بعد ضبط حالتي غش متقنتة خلال اجتياز الامتحان النظري لنيل رخصة السياقة، ما كشف عن وجود وسائل متطورة تستعمل لأول مرة في هذا السياق.
الموظفون القائمون على الإشراف على الامتحان تفطنوا إلى تصرفات مشبوهة لأحد المرشحين، ما دفعهم إلى إبلاغ مصالح الأمن، التي حلت بسرعة إلى المركز، وتمكنت من توقيف أحد المشتبه فيهما في حالة تلبس، حيث ضبط بحوزته جهازًا متطورًا من نوع “VIP”، يحتوي على شريحة اتصال وسماعة دقيقة كانت مخفية بعناية تحت ملابسه وموصولة بهاتف نقال. المشتبه فيه كان يعمد إلى نقل الأسئلة التي تُطرح عليه عبر الجهاز بشكل مباشر لأشخاص خارج المركز، يُشتبه في كونهم شركاء في عملية الغش.
وفي المقابل، تمكن مرشح ثانٍ من الفرار فور انكشاف أمره، تاركا خلفه قميصه المجهز بنفس المعدات الإلكترونية داخل قاعة الامتحان، ولا تزال التحريات الأمنية متواصلة لتحديد هويته وتوقيفه.
ووفق مصادر مطلعة لجريدة “مجلة 24 “، فإن المرشح الموقوف ينتمي إلى إحدى مؤسسات تعليم السياقة بضواحي مدينة ابن أحمد، وقد وُضع رهن تدبير الحراسة النظرية في انتظار نتائج التحقيق الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة. التحقيق يهدف إلى كشف جميع خيوط هذه العملية، بما في ذلك الأشخاص أو الجهات التي قد تكون تقف وراءها.
هذه الحادثة أثارت موجة استنكار واسعة في صفوف أرباب مؤسسات تعليم السياقة بمدينة سطات، الذين طالبوا، في تصريحات خصوا بها الجريدة، بضرورة فتح تحقيق معمق في هذه القضية التي وصفوها بالخطيرة، مع التشديد على ضرورة محاسبة كل من ثبت تورطه، صيانةً لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين، وحماية لسمعة المركز المعروف بجديته ومهنية أطره.
وفي هذا السياق، وجّه المهنيون انتقادات لاذعة للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية “نارسا”، مطالبين إياها باتخاذ تدابير أكثر صرامة وإعادة النظر في نظام الأسئلة المعتمد حاليًا، للحد من حالات الغش التي باتت تتخذ أشكالًا معقدة وخطيرة تهدد نزاهة الاستحقاقات.
وتبقى هذه الواقعة ناقوس خطر يدق في وجه الجهات المسؤولة، للتدخل العاجل ووضع حد لهذه الظواهر التي تمس مصداقية الامتحانات وتسيء إلى منظومة تعليم السياقة برمتها في المغرب.