لقاء مميز في طنجة يفتح أبواب الحوار حول السياسات الشبابية وأولوياتها

لقاء مميز في طنجة يفتح أبواب الحوار حول السياسات الشبابية وأولوياتها
مجلة 24 - إلياس الحرفوي

نظم المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية، بشراكة مع جمعية جندرة للتمكين والتنمية المستدامة وبدعم من مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية – مكتب المغرب، اللقاء الجهوي الثالث حول موضوع “الشباب المغربي: الأولويات والتحديات”، وذلك يوم السبت 19 أبريل 2025، بأحد فنادق مدينة طنجة. ويأتي هذا اللقاء في إطار سلسلة من اللقاءات الجهوية التي تنظم بمختلف مناطق المملكة، ضمن مشروع تأسيس “الدينامية الشبابية للمشاركة المواطنة”، وهي دينامية مدنية تضم في تمثيليتها العديد من التنظيمات الشبابية على المستوى الوطني.

يهدف هذا المسار التشاركي إلى خلق إطار مدني فاعل يهتم بقضايا الشباب، ويعزز انخراطهم في الشأن العام على المستويات المحلية والجهوية والوطنية، انطلاقا من مقاربة ترتكز على مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية وآليات التشاور والترافع المدني. كما يسعى إلى تتبع وتقييم السياسات العمومية الموجهة لفئة الشباب، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجههم في مختلف مناحي الحياة، من تعليم وتشغيل وتنمية ذاتية، إلى جانب تقوية قدراتهم على التعبير والمبادرة والتأثير.

عرف هذا اللقاء حضور عدد مهم من الشباب المنحدرين من مختلف مدن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، والذين شاركوا بفعالية في النقاش المفتوح الذي تخللته مداخلات غنية لكل من الأستاذ الجامعي سعيد الخمري، والأستاذة الجامعية رقية أشمال. وقد تميزت هذه المداخلات بعمق فكري وجرأة في الطرح، حيث تم تقديم مجموعة من الأفكار التي أسهمت في تأطير النقاش وإثرائه، وفتحت المجال أمام الحاضرين للتفاعل والتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم.

اللقاء شكل مناسبة للشباب لتشخيص واقعهم بشكل جماعي، وطرح الإشكالات التي تعيق مساراتهم في مختلف المجالات، سواء تعلق الأمر بضعف فرص الشغل أو غياب فضاءات التعبير والمشاركة، أو الحاجة إلى تمكين حقيقي يضعهم في صلب السياسات العمومية. كما تميزت المداخلات الشبابية بالتركيز على ضرورة إدماج الكفاءات الشابة في مراكز القرار، وإعادة الاعتبار لدورهم في البناء الديمقراطي والتنموي.

في ختام اللقاء، تم التوافق بين المشاركين على صياغة مجموعة من التوصيات التي تعكس مخرجات النقاشات الجماعية والمداخلات الفردية، حيث أكدت على ضرورة تعزيز حضور الشباب في دوائر القرار، وتوسيع فضاءات المشاركة السياسية والمدنية، والعمل على تطوير السياسات العمومية الموجهة لهم بما يستجيب لتطلعاتهم الحقيقية. كما شددت التوصيات على أهمية إرساء آليات دائمة للتشاور والترافع الشبابي، وتوفير الدعم والتكوين المستمر للطاقات الشابة من أجل تقوية قدراتها في مجالات التأطير والمبادرة.

واعترافا بمشاركة الشباب الفعالة وتفاعلهم الإيجابي طيلة أطوار اللقاء، تم في الختام توزيع شواهد المشاركة على الحاضرات والحاضرين، في أجواء احتفالية تميزت بروح الحماس والانخراط الجماعي، مما يعكس الأثر الإيجابي لهذه المبادرة في دعم مسارات الشباب وتعزيز ثقتهم في أدوارهم داخل المجتمع.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *