محطة المسافرين بسطات صورة بئيسة تنتظر قرارا مسؤولاً

تعيش محطة المسافرين بمدينة سطات على وقع الإهمال والتردي، حيث أصبحت مكانًا يعكس غياب الاهتمام بالمرافق الحيوية التي تخدم المواطنين والمسافرين. عند دخولك المحطة، يخيل إليك أن الزمن توقف فيها منذ سنوات، فلا مرافق صحية، ولا مطاعم تليق بكرامة المسافرين، ولا مواقف منظمة للحافلات، في مشهد يوحي بأن هذا الفضاء قد أُخرج عن مسار التنمية التي تشهدها مدن أخرى.
تحولت المحطة إلى تجمع للمتشردين وأصحاب السوابق، مما يجعل المكان غير آمن ويبعث على القلق في نفوس المسافرين. كما أن الوجوه المستفزة التي تصادفك عند المدخل تزيد الوضع سوءًا، لتكتمل الصورة بساعة متوقفة وكأنها تشير إلى توقف عجلة التنمية في هذا الفضاء. أما بالقرب من المحطة، فهناك موقف سيارات الجر وواد بنموسي الذي تنبعث منه روائح كريهة، ما يجعل المنطقة بأكملها غير لائقة لاستقبال الركاب والمسافرين.
إن الحديث عن محطة المسافرين بسطات يستوجب استحضار الحاجة الملحة إلى إعادة تأهيلها وجعلها فضاءً يليق بمدينة ذات تاريخ ومكانة. فهذه المحطة ليست فقط نقطة عبور، بل هي واجهة المدينة التي تترك الانطباع الأول لدى الزوار.
وعلاوة على ذلك، تعاني المدينة من غياب محطات منظمة لسيارات الأجرة من الصنف الأول، حيث تجد مواقف هذه الفئة من المركبات متفرقة في أرجاء المدينة، دون وجود قرار جماعي يعيد هيكلة القطاع بالشكل الذي يسهل تنقل المواطنين ويجعل وسائل النقل العمومية أكثر تنظيماً وفعالية.
أمام هذا الواقع، يطرح المواطنون تساؤلات مشروعة حول دور الجهات المسؤولة، سواء الجماعة الترابية أو السلطات المحلية، في النهوض بهذه المرافق. فإلى متى سيظل الوضع على ما هو عليه؟ متى سيتم تحريك عجلة التنمية لتشمل محطة المسافرين وتجعلها في مستوى تطلعات سكان المدينة وزوارها؟
إن إصلاح محطة المسافرين وإعادة تنظيم محطات سيارات الأجرة ليس رفاهية، بل هو ضرورة ملحة لضمان كرامة المسافرين وتحسين جودة الخدمات في المدينة. لذلك، يبقى الأمل معلقًا بقرارات جريئة ومسؤولة تعيد الحياة لهذه المرافق وتجعلها في مستوى المدن العصرية التي تواكب متطلبات العصر واحتياجات المواطنين.