المستحيل ليس مغربيا… أسود Kings League بروح مونديال قطر

المستحيل ليس مغربيا… أسود Kings League بروح مونديال قطر
مجلة 24 - إلياس الحرفوي

“المستحيل ليس مغربيا”… بهذه الروح التي سطر بها أسود الأطلس تاريخا استثنائيا في مونديال قطر وأولمبياد باريس 2024 ببلوغهم نصف النهائي، يعود المنتخب المغربي ليكتب فصلا جديدا من الإبهار، لكن هذه المرة في بطولة مبتكرة تحمل طابعا خاصا دوري الملوك (Kings League). بمزيج من الحماس، الإصرار، وروح التحدي التي لا تعرف المستحيل، نجح الأسود في خطف الأضواء على الساحة العالمية، مقدمين أداء استثنائيا، ويؤكدون مرة أخرى أن المغرب عنوان للإنجازات غير المتوقعة.

دوري الملوك، البطولة المبتكرة التي تنظم تحت إشراف النجم الإسباني جيرارد بيكيه، تجمع نخبة من المنتخبات الوطنية في تحد فريد من نوعه. البطولة ليست مجرد مباراة لكرة القدم، بل حدث رياضي عالمي حيث يتنافس اللاعبون المحترفون والنجوم لتحقيق المجد في أجواء مشحونة بالحماس والإبداع. دعوة المنتخب المغربي للمشاركة جاءت من بيكيه نفسه، حيث اختار الستريمر المغربي إلياس المالكي ليتولى قيادة الفريق، ما أضاف بعدا مميزا لهذه التجربة الأولى للمغرب في هذه المنافسة.

لم تكن البداية سهلة لأسود الأطلس، إذ خسروا المباراة الأولى أمام المنتخب الكولومبي. جاءت هذه الخسارة بسبب غياب الانسجام بين اللاعبين الذين لم تجمعهم فترة إعداد كافية، فضلا عن قلة الإلمام بقوانين اللعبة التي تتطلب فهما خاصا لطبيعتها. ورغم هذه البداية المتعثرة، أظهر المنتخب شخصية قوية وتصميما على تعديل المسار، مقدما أداء مثيرا في بقية مشواره بالبطولة.

في المباراة الثانية أمام المنتخب الأوكراني، كان الأمر بمثابة “الحياة أو الموت” رياضيا، إذ كانت الخسارة تعني توديع البطولة. أظهر المنتخب المغربي تماسكا كبيرا، مع استغلال ذكي لقوانين اللعبة وروح قتالية عالية، ليحصد الفوز ويؤمن استمراره في المنافسة.

بعد تجاوز عقبة أوكرانيا، واجه المنتخب المغربي نظيره الياباني في مباراة شهدت إبداعا تكتيكيا وروحا قتالية واضحة. تعامل الأسود بذكاء مع كل تفاصيل المباراة، واستغلوا قوانين اللعبة بشكل مثالي، ليحققوا انتصارا مستحقا ويضمنوا تأهلهم إلى ربع النهائي.

مباراة ربع النهائي ضد الولايات المتحدة كانت أشبه بفيلم درامي حبست فيه الأنفاس. تعادل الفريقان بنتيجة 7-7 في الوقت الأصلي، قبل أن تبتسم ركلات الجزاء للمنتخب المغربي بنتيجة 2-1. أظهر الأسود روحا قتالية استثنائية، مع تألق واضح لحارس المرمى الذي تصدى لركلات الجزاء الحاسمة، ليقود فريقه إلى نصف النهائي.

أحد أبرز مفاتيح نجاح المنتخب المغربي في هذه البطولة هو مزيج الخبرة والطموح. الفريق يشرف على تدريبه مجيد الخال الحارس السابق للوداد، كما يضم لاعبين مخضرمين مثل مبارك بوصوفة، عصام الراقي، وزكرياء حدراف، إلى جانب مواهب واعدة مثل ندير لواح، أفضل لاعب في دوري الملوك، والموهبة الفريدة مهدي العمري بطل الفريستايل، وسعيد العوني (لولا الظروف) الذي يحقق حلمه .

الجماهير المغربية، كعادتها، كانت عاملا أساسيا في هذا النجاح. سواء من خلال الحضور القوي في المدرجات أو التفاعل المكثف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر المغاربة شغفهم الكبير بكرة القدم، حيث حققت مباريات المنتخب أرقام مشاهدة قياسية على منصات البث المباشر، مما يبرز مكانة كرة القدم في قلوب المغاربة.

المستحيل ليس مغربيا، شعار يؤمن به المنتخب المغربي، وينقله للعالم في كل مناسبة. بروح قتالية وشخصية قوية، يسير الأسود بخطى واثقة نحو تحقيق المجد في هذه البطولة المبتكرة، مؤكدين مرة أخرى أن المغرب ليس مجرد بلد شغوف بالرياضة، بل هو مصنع للإنجازات وقصص النجاح الملهمة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *