ديربي الرجاء والوداد على صفيح ساخن…هل يفتح باب الإقالات؟

ديربي الرجاء والوداد على صفيح ساخن…هل يفتح باب الإقالات؟
مجلة 24 - إلياس الحرفوي

يشهد ملعب العربي الزاولي يوم الجمعة المقبل عرسا كرويا استثنائيا، حيث يترقب عشاق كرة القدم المغربية واحدة من أعرق المواجهات وأشدها إثارة على الإطلاق ’’ديربي الدار البيضاء’’ بين الرجاء الرياضي والوداد الرياضي. هذا اللقاء الذي يتجاوز كونه مباراة في كرة القدم، ليصبح حدثا رياضيا واجتماعيا يلهم أجيالا كاملة ويبرز أصالة التنافس في الملاعب المغربية. وسط تحديات كبرى يعيشها الفريقان هذا الموسم، وغياب محتمل للجماهير التي لطالما أضفت أجواء ساحرة، يحمل هذا الديربي في طياته أكثر من مجرد ثلاث نقاط، فهو اختبار لإرادة اللاعبين، وخطوة فاصلة في مستقبل المدربين، ومحطة قد ترسم معالم جديدة في مشوار الفريقين بالدوري المغربي.

التحضيرات والتحديات: أزمة نتائج مشتركة

يأتي ديربي هذا العام في وقت صعب بالنسبة للفريقين، اللذين يعانيان من نتائج غير مستقرة في الدوري. الوداد الرياضي، الذي اعتاد المنافسة في المراتب الأولى، يمر حاليا بفترة صعبة ويحتل المركز السادس برصيد 15 نقطة، جمعها من 4 انتصارات، 3 هزائم، و3 تعادلات. الفريق الأحمر يسعى جاهدا لتحقيق الفوز لاستعادة التوازن والعودة إلى الطريق الصحيح، خاصة مع استياء جماهيره من الأداء الهجومي والدفاعي غير المنتظم.

أما الرجاء الرياضي، فقد عانى هو الآخر من تقلبات في النتائج هذا الموسم. الفريق الأخضر يقبع في المركز 11 برصيد 13 نقطة من 3 انتصارات، 4 تعادلات، و3 هزائم. الوضع داخل النادي يزداد تعقيدا، حيث يواجه الرجاء تزايد الضغوط الجماهيرية والإعلامية بسبب تراجع الأداء وتكرار العثرات. جماهير الرجاء تطالب بإجراء تغييرات جذرية في الفريق بعد سلسلة من النتائج السلبية.

 سانبيتو  وموكوينا مهمة معقدة في أول ديربي

تتميز هذه المباراة بكونها أول ديربي لكل من المدربين في الفريقين. حيث يقود الوداد المدرب الجنوب إفريقي موكوينا، بينما يتولى البرتغالي روبن سانبيتو مهمة تدريب الرجاء. كلا المدربين يواجهان تحديا كبيرا في تقديم أداء قوي وتحقيق نتيجة إيجابية في هذه المباراة المثيرة.

بالنسبة لسانبيتو، ستكون المباراة اختبارا صعبا، خاصة وأنه منذ توليه المسؤولية، لم يتمكن من قيادة الرجاء لتحقيق أي انتصار، حيث سجل الفريق 4 تعادلات وهزيمة واحدة في 5 مباريات تحت قيادته. وضع المدرب البرتغالي صعب جدا في ظل العقم الهجومي الواضح، مما يزيد من الضغط عليه لاستعادة ثقة الجماهير.

أما موكوينا، الذي جاء من جنوب إفريقيا لتولي تدريب الوداد ، بدوره يعاني من تذبذب في النتائج. رغم بعض الانتصارات، لم يتمكن الفريق من تحقيق استقرار في الأداء أو النتائج، مما يضع المدرب تحت ضغوط متزايدة من الجماهير والإدارة. فوز الوداد في هذا الديربي قد يكون بمثابة نقطة تحول لاستعادة الثقة، بينما الخسارة قد تزيد من الانتقادات الموجهة له.

غياب الجماهير: في انتظار التأكيد

تشير الأخبار الأولية إلى احتمالية إقامة المباراة دون حضور الجماهير، بناء على الاجتماعات المطولة بين سلطات الدار البيضاء ومسؤولي الرجاء والوداد. وقد أسفرت هذه الاجتماعات عن توافق مبدئي على اللعب دون جمهور، إلا أن التأكيد الرسمي للقرار ما زال قيد الانتظار.

لطالما كانت مباريات الديربي بين الرجاء والوداد مشهودة بأجواء جماهيرية مشحونة، حيث تتسابق الجماهير لتقديم لوحات فنية وتيفوهات مبهرة تعكس شغفهم الكبير بكرة القدم. لكن في حال تأكيد غياب الجماهير، ستفقد المباراة أحد أبرز عناصرها، مما سيؤثر على الأجواء المعتادة.

هل تفتح الخسارة باب الإقالات؟

تتجه الأنظار في هذا الديربي إلى ما قد يترتب عليه من قرارات مصيرية، حيث يظل مصير المدربين على المحك. الخسارة لأي من الفريقين قد تؤدي إلى فتح باب الإقالات داخل النادي، خاصة في ظل الضغوط الجماهيرية والإعلامية المتزايدة. إدارة الرجاء قد تجد نفسها مجبرة على التفكير في تغيير الجهاز الفني إذا استمرت النتائج السلبية، في حين أن إدارة الوداد قد تواجه الموقف نفسه إذا لم يتمكن الفريق من استعادة توازنه.

النتيجة في هذا الديربي ستحدد إلى حد كبير مستقبل المدربين، حيث سيعتبر الفوز فرصة لاستعادة ثقة الجماهير وإعادة ترتيب الأوضاع داخل النادي، بينما ستزيد الخسارة من حدة الأزمات، وربما تقود إلى قرارات حاسمة تغير مسار الموسم.

الختام: ديربي تاريخي بمعايير جديدة

رغم التحديات التي يواجهها الفريقان هذا الموسم، يبقى ديربي الدار البيضاء حدثا لا ينسى في كرة القدم المغربية. المباراة المقبلة ستكون اختبارا حقيقيا للفريقين لإثبات قدراتهما وتقديم أداء يليق بتاريخهما. وفي انتظار تأكيد خبر إقامة المباراة بدون جمهور، تبقى التوقعات تشير إلى أن الإثارة ستظل حاضرة، وسيظل الديربي يمثل قمة التنافس الرياضي في المغرب، مضيفًا فصلًا جديدا إلى قصة هذا التنافس التاريخي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *