الشارقة.. تسليط الضوء على مميزات الشخصية المغربية في التاريخ والحضارة والتراث

الشارقة.. تسليط الضوء على مميزات الشخصية المغربية في التاريخ والحضارة والتراث

نظمت مساء أمس الخميس بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ندوة علمية سلطت الضوء على أوجه تميز الشخصية المغربية في التاريخ والحضارة والتراث، بمشاركة ثلة من الباحثين والأكاديميين المغاربة.

وتوخى هذا اللقاء التعريف بالشخصية المغربية ومميزاتها، كما تعكسها شهادات من التاريخ ومعالم الحضارة ونفائس التراث.

وأبرز المتدخلون أن موقع المملكة المطل على واجهتين بحريتين مكنها من أن تكون منفتحة على الشمال الأوروبي عبر البحر الأبيض المتوسط وعلى باقي دول العالم عبر المحيط الأطلسي، مؤكدين أن هذا الموقع الجغرافي ساهم في تكوين العناصر المميزة لهذه الشخصية بانتماءاتها المتنوعة ليصوغ تفردها وتميزها عبر التاريخ.

وفي هذا السياق، قالت الأكاديمية و الباحثة في علم الاجتماع، رحمة بورقية، إن الهوية المغربية دلالة على انتماء لرقعة جغرافية ومجتمعية، وثقافية ومعرفية أيضا، مشيرة إلى أنه كلما كان هذا الانتماء غنيا، إلا وأصبحت هذه الشخصية مؤثرة وقوية في تفاعلها مع محيطها الخارجي.

وأضافت بورقية أن الدستور المغربي عكس هذا الغنى من خلال تعداده للروافد التي تشكل الشخصية المغربية في أبعادها الإسلامية والعربية والأمازيغية والحسانية والإفريقية والعبرية والمتوسطية.

من جانبه، سلط المؤرخ والأكاديمي، جامع بيضا، الضوء على الصفات التي تتفرد بها الشخصية الوطنية المغربية في التاريخ والحضارات والتراث، موضحا أن اجتماع عوامل معينة على الصعيدين الجغرافي والتاريخي يعكس الانتماءات المتعددة للشخصية المغربية، وبالتالي تميزها.

وتابع أن الشخصية الوطنية تتميز بتملك قيم وعادات وتقاليد راسخة تتشبث بها سواء داخل أرض الوطن أو في المهجر، مضيفا أن هذه الشخصية هي نتاج تراكمات تاريخية وثقافية عريقة ممتدة عبر قرون عديدة، وستظل مفعمة بثراء قيمها وتعلقها بالتقاليد والعادات المتجذرة في المجتمع المغربي.

من جهة أخرى، اعتبر نائب المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، عبد الإله بن عرفة، أن الحديث عن وجود شخصية مغربية تحكمه أبعاد مختلفة تتعلق بالتراكمات التاريخية التي يعيشها الإنسان، مستحضرا السياقات والحقائق التاريخية التي شكلت تفرد الشخصية المغربية.

وأكد في هذا الإطار، أن شهادات التاريخ ومعالم الحضارة والتراث تظهر أيضا تطور هذه الشخصية في علاقتها مع الآخر، وكيف استطاعت أن تكون خير سفير لوطنها الأم من خلال ما تقدمه من إنجازات علمية ومعرفية وثقافية تعكس البيئة التي ترعرعت فيها وجعلت منها هذه الشخصية القوية والمؤثرة في سجل التاريخ الإنساني والحضاري.

يشار إلى أن هذه الندوة عرفت حضور ثلة من الأدباء والمفكرين والأكاديميين المغاربة الذين أثروا النقاش، مما ساهم في إبراز أوجه تميز الشخصية المغربية عبر التاريخ ومن خلال الحضارة والتراث.

وتحت شعار “مغرب الثقافات في شارقة الكتاب”، يقدم المغرب على مدى 12 يوما برنامجا ثقافيا غنيا، يضم 107 فعاليات تغطي مجالات ثقافية وفنية وأدبية متنوعة بمشاركة 100 كاتب وأديب وناشر، فضلا عن 10 جلسات للتعريف بالمطبخ المغربي.

كما يتيح المعرض للجمهور استكشاف التراث المغربي عبر ندوات وعروض مسرحية وفنية وحلقات نقاش وورشات للأطفال حول الزخرفة والنسيج، إلى جانب عرض 4000 عنوان من 25 دار نشر مغربية.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *