إحتقان، غبن و محاباة في وزارة الوزير المعجزة أمكراز

إحتقان، غبن و محاباة في وزارة الوزير المعجزة أمكراز
د. محمد ياوحي:

في خرق صارخ لأعراف حقوق العمال المتعارف عليها دوليا، قام الوزير “المعجزة” أمكراز، باقتطاع ضد المفتشين المضربين عن العمل يوم 20 اكتوبر 2020 يوم أجرة عمل، بعدما كانو و لا زالوا في الصفوف الأمامية في عز جائحة كورونا، مخاطرين بحياتهم و حياة عائلاتهم من أجل مصلحة البلاد، و حماية لحقوق الأجراء و الطبقة الشغيلة، و مساهمين في حل مشاكل كانت ستعصف بمقاولات مغربية، عن طريق آلية الوساطة و التفاوض بين العمال و أرباب الشغل المتضررين من تداعيات الجائحة على قدرة المقاولات المغربية على الصمود أمام الكساد والأزمة الإقتصادية الخانقة.
و في وقت نوه فيه الجميع بالمجهودات الجبارة التي قام بها جهاز التفتيش، سواء من داخل قبة البرلمان أو من داخل اللجنة المختلطة، جازى الوزير “المعجزة” مفتشي الشغل جزاء سنمار، متنكرا لكل ما بذلوه في أوقات عصيبة و مميتة، بينما استفاد مقربون من الوزير، رابطوا في بيوتهم خلال زمن الحجر، مكتفين بالتواصل مع مرتفقي الوزارة و مفتشي الشغل من وراء الهاتف أو الحاسوب ؟!؟!؟؟!
و في خطوة غير منتظرة، أقدم “معجزة الزمان” على حرمان المفتشين من التعويض عن التنقل لثلاثة أشهر…… و التي استفاد منها من هم جالسون في مكاتبهم !؟!؟؟!؟!
و يرفض الوزير الذي سبق و أن تورط في عدم التصريح بمستخدمين في مكتبه إلى صندوق الضمان الإجتماعي، و الذي في نفس الفترة، ظهرت عليه علامات النعمة و تعويضات الوزارة السخية، بعد أن ادعى أن المكتب لم يكن يشتغل جيدا و أنه غادره و لم تعد له صلة به، …..
يرفض الوزير الذي يفترض فيه حماية حقوق الأجراء، و احترام الحرية النقابية و تعزيز الحوار بين الشغيلة و المشغلين، يرفض الحوار مع التنسيقية الوطنية لمفتشي الشغل، ويعتبر جمعية مفتشي الشغل ليست بنقابة حتى يجلس معها على طاولة للحوار !؟!؟!؟!؟
ترى هل يعرف الوزير الأعجوبة مهامه و مهام وزارة الشغل، و ما هي المقاصد من إنشاء وزارة الشغل، أم أنه يكتفي بالإستفادة و التمتع بنعم تاويزاريت و امتيازتها !؟؟!؟!
كيف ستكون نفسية مفتشي الشغل، و كيف سيشتغلون لإنصاف الشغيلة و تعزيز آلية الحوار، و هم أصلا ليسوا منصوفين و لا مقبولين على طاولة الحوار من “الوزير المعجزة” ؟!؟!؟
ألا يعتبر ما يقوم به الوزير “الغر”، تقويضا لمبادئ وزارة التشغيل، و نسفا للجسد المهني لمفتشي الشغل، و ما سيترتب عن ذلك من تداعيات خطيرة وتهديد لسلامة المقاولة المغربية و السلم الإجتماعي ككل، في حالة تراجع مفتشي الشغل عن أداء مهامهم على أكمل وجه، بسبب التعسف و عدم الإنصاف و التجاهل الذي يتعرضون له من طرف الوزير (الشاب) ، و الذي لم يسبق له مثيل على مر زمان تاريخ الوزارة ؟ !؟!؟
الأمور لا تبشر بالخير، و الحالة النفسية لمفتشي الشغل تنذر بالتصعيد و بكارثة حقيقية ستلقي بظلالها على الإقتصاد الوطني، الذي يعتبر مفتش الشغل، مساهما أساسيا فيه و فاعلا محوريا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *