إستطلاع مجلة 24 : 95 في المائة من السكان غير راضين على أداء المجلس الجماعي بسطات

في واحدة من أكثر المدن المغربية حيوية، تتجسد أمامنا صورة واضحة لأزمة متجذرة تهدد بالعودة إلى الوراء، وتتعالى أصوات الاستياء والاحتجاجات في شوارعها. إنها مدينة سطات، التي تعيش حالياً في ظلمة دامسة، لا ترقى إلى تطلعات سكانها، وتحاول جاهدة البحث عن بوصلة توجيهية لإخراجها من هذا المأزق.

بعد نشر استطلاع الرأي العام من قبل موقع مجلة 24، لم يعد هناك مجال للشك في حجم الغضب والاستياء الذي يخيم على سكان هذه المدينة. فنسبة 95% من المصوتين عبروا عن عدم رضاهم عن أداء المجلس الجماعي لسطات الحالي، فيما بلغت نسبة الراضين فقط 5%. هذه الأرقام المدوية ليست مجرد إحصائيات، بل هي بوابة تفتح أمامنا على واقع مُرّ وخطير يهدد الاستقرار والتطور المستقبلي للمدينة.

بناء على المعطيات التي حصلت عليها مجلة 24، يبدو أن مدينة سطات تعيش في ظل ظروف متردية، حيث لا توجد طرق رئيسية تمتد في أرجائها، ولا إنارة عمومية تنير لياليها، ولا ملاعب تُشجع على ممارسة الرياضة وتعزز الحياة الصحية، ولا حدائق تمنح السكان أماكن للاسترخاء والترفيه. بل على العكس، تشهد المدينة ظاهرة متنامية للبدواة، وسط غياب للحكامة الفعّالة والمقاربة التشاركية مع الفاعلين الحقيقيين.

إن ما يعانيه سكان سطات ليس مجرد قضية من قضايا الشأن المحلي، بل هو تجسيد لفشل نموذج التنمية المحلية في تحقيق تطلعات واحتياجات الساكنة. فالتنمية ليست مجرد بناء مبان وتطوير بنية تحتية، بل هي إشراك الساكنة في صنع القرار وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.

من الواضح أن الحلول العاجلة تتطلب جهوداً مشتركة بين السلطات المحلية والمجتمع المدني والجهات المختصة، للخروج من هذا الوضع المأساوي وتفعيل دور المجلس الجماعي في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة. يجب على المسؤولين الاستماع بجدية إلى صوت الشارع، وتبني سياسات وبرامج تلبي تطلعات السكان وتضمن رفع مستوى الحياة في المدينة.

في الأخير، إن مستقبل سطات وأماني سكانها لا يجب أن يكون محروماً من التقدم والازدهار، ولكن يتطلب ذلك جهوداً حقيقية وتعاوناً مستمراً بين كل الفاعلين لتحقيق هذا الهدف النبيل.

فما رأي السيد عامل إقليم سطات في هذا الاستطلاع ؟؟