كوفيد-19.. هل يشكل متحور “نيمبوس” خطرا على المغرب؟

كوفيد-19.. هل يشكل متحور “نيمبوس” خطرا على المغرب؟

حذرت منظمة الصحة العالمية من تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا، إثر ظهور متحور جديد أطلقت عليه اسم “نيمبوس”، مشيرة إلى أن هذا المتحور مازال تحت المراقبة.

ويعد متحور كورونا الجديد “نيمبوس” (NB.1.8.1) سلالة فرعية من متحور أوميكرون، وقد تم اكتشافه لأول مرة في أوائل عام 2025. ويتميز هذا المتحور بقدرة عالية على الانتشار والعدوى.

وقد تسبب هذا المتحور في زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالفيروس في عدة دول مثل الصين، وسنغافورة، وهونغ كونغ، والهند، والمملكة المتحدة. وحذر خبراء الصحة من تسببه في موجة من الإصابات هذا الصيف بسبب سرعة انتشاره، فيما أظهرت بيانات صادرة عن وكالة الأمن الصحي البريطانية أن نسبة الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها هذا العام، وهي الآن أعلى بنسبة 97 في المائة من المستوى المسجل في مارس.

ويشكل متحور “نيمبوس” حوالي 10.7 في المائة من حالات كوفيد-19 على مستوى العالم، مقارنة بنسبة 2.5 في المائة قبل شهر، مما يشير إلى سرعة انتشاره المتزايدة.

وينتقل المتحور بنفس طرق انتقال فيروس كورونا المعتادة؛ أي عبر الرذاذ التنفسي عند السعال أو العطس أو التحدث، ويمكن أن يبقى في الهواء في الأماكن ذات التهوية السيئة.

وحول الوضع الحالي بالمغرب، أكد البروفيسور شكيب العراقي، أخصائي الأمراض الرئوية والجهاز التنفسي، أن إمكانية تزايد انتشار فيروس كورونا في فصل الصيف واردة بسبب الإقبال على السفر والتنقل بين مختلف الدول والمدن. وأشار إلى أن أطباء الجهاز التنفسي يعاينون يومياً إصابات جديدة بالفيروس، إلا أنها تبقى عادية مثل حالات الزكام ولا تستدعي القلق.

وأبرز العراقي أن تحذيرات منظمة الصحة العالمية تأتي لتعزيز التدابير الوقائية والتأكيد على أهمية أخذ اللقاحات المضادة للفيروس خصوصاً في صفوف الفئات الهشة، مؤكداً عدم وجود أي معطيات أكيدة، حتى الآن، تثبت مدى خطورة هذا المتحور مقارنة بالمتحورات السابقة.

ودعا البروفيسور المختص في أمراض الجهاز التنفسي كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة على وجه الخصوص إلى أخذ جرعات معززة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، مشيراً إلى إمكانية أخذ أربع أو خمس جرعات دون أي تخوف من آثارها.

من جانبه، أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، عدم وجود أي دراسة، حتى الساعة، تفيد بأن المتحور الجديد لفيروس كورونا “أكثر خطورة من المتحورات السابقة”.

وأبرز حمضي أن انتشار المتحور الجديد في المغرب يبقى واردا لكن دون تشكيل أي خطر على الصحة العامة، ما عدا الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة والأشخاص الذين يفوق سنهم 75 سنة، ومن لديهم مناعة ضعيفة أو من قاموا بعملية زراعة الأعضاء.

وشدد على ضرورة حماية هؤلاء الأشخاص من كافة المتحورات، بالنظر لضعف مناعتهم، مع التأكيد على أهمية أخذ لقاحات دورية بنسخ جديدة. كما يجب على هؤلاء الأشخاص، وفق حمضي، احترام الإجراءات الاحترازية، خصوصا خلال انتشار المتحورات الجديدة. وأشار، في المقابل، إلى أن باقي الفئات من عموم المواطنين اكتسبت مناعة من اللقاحات والإصابات السابقة، والتي من شأنها حمايتهم من الأعراض الخطيرة لهذه المتحورات.

وسبق أن أكد مدير علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، محمد اليوبي، أن التعامل مع هذا المستجد الوبائي يجب أن يتم بـ”واقعية علمية وحذر مؤسساتي”. مبرزاً أن المتحور الجديد يندرج ضمن زمرة تابعة لأوميكرون، أي أنه سلالة فرعية جديدة لا تختلف كثيراً عن سابقاتها، لكنها تتميز بقابلية انتشار أكبر.

وأوضح اليوبي أن فيروس كورونا “لا يتبع نمطا موسميا مثل الإنفلونزا”، إذ يواصل التحور، ولا غرابة في ظهور متحور أو سلالة جديدة. لذا من الضروري مواصلة الرصد الجيني، لأن بعض التطورات الجينية قد تجعل الفيروس أكثر عدوى، وهذا ما يفسر تصنيف منظمة الصحة العالمية لهذه السلالة الجديدة تحت المراقبة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *