إكليل الجبل.. نبتة عطرية وكنز صحي متعدد الفوائد

لطالما كان إكليل الجبل، أو “الروزماري”، عنصراً أساسياً في المطابخ المتوسطية، بنكهته العطرية المميزة التي تضفي سحراً على الأطباق. غير أن هذه العشبة القديمة باتت اليوم محط أنظار الباحثين والعلماء، لما أثبته العلم من خصائص طبية واعدة، خصوصاً في مجالات صحة الدماغ، والعناية بالبشرة، ومكافحة الأمراض المزمنة مثل ألزهايمر والسرطان.
تعزيز نمو الشعر بفعالية مثبتة
يُعد زيت إكليل الجبل من أكثر العلاجات الطبيعية رواجاً لعلاج تساقط الشعر، وقد أظهرت الدراسات أنه يضاهي في فعاليته أدوية شائعة مثل “المينوكسيديل”، مع ميزة كونه طبيعياً وأقل عرضة للآثار الجانبية. ويعزى هذا التأثير إلى قدرة الزيت على تحفيز تدفق الدم نحو فروة الرأس، مما يعزز تجدد بصيلات الشعر.
دعم لصحة الدماغ وذاكرة أقوى
ارتبط إكليل الجبل منذ العصور القديمة بالذاكرة والصفاء الذهني، وهو ارتباط تؤكده اليوم نتائج علمية حديثة. فقد كشف باحثون من معهد “سكريبس” للأبحاث في الولايات المتحدة عن مركب مستخرج من إكليل الجبل يُظهر قدرة على تقوية الذاكرة وتقليل الالتهابات العصبية المرتبطة بمرض ألزهايمر.
وقد أظهرت التجارب على نماذج فئران مصابة بالمرض أن المركب نجح في تحسين الأداء المعرفي، وزيادة كثافة الوصلات العصبية، واستهداف الخلايا المتضررة فقط، مما يعزز أمانه مقارنة بالعلاجات الدوائية التقليدية.
وقاية للبشرة من العوامل الضارة
أظهرت مراجعة علمية حديثة أن إكليل الجبل قد يُساهم في حماية البشرة من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية، والتلوث البيئي، والتوتر النفسي. بفضل خصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات، قد يساعد هذا النبات في تقليل شيخوخة الجلد، والوقاية من بعض أنواع سرطان الجلد.
إمكانيات واعدة في مكافحة السرطان
دراسة نُشرت عام 2020 سلطت الضوء على الخصائص المضادة للسرطان لإكليل الجبل. إذ تبين أن تناول هذه العشبة يساهم في إيقاف نشاط المواد المسرطنة، وتنشيط إنزيمات مضادات الأكسدة، وتقليل الالتهابات، وتحفيز موت الخلايا السرطانية، بل وحتى الحد من انتشار الأورام.
من المطبخ إلى المختبر.. نبتة واحدة وفوائد متعددة
بين التاريخ والطب الحديث، يرسّخ إكليل الجبل مكانته كنبتة ذات قيمة غذائية وطبية عالية. ومع تنامي البحوث العلمية حول خصائصه، يبدو أن هذه العشبة العطرية لا تكتفي بتعزيز نكهات الطعام، بل تقدم أيضاً دعماً واعداً للصحة الشاملة، بدءاً من فروة الرأس إلى الدماغ، ومن البشرة إلى الخلايا المناعية.