سرقة أحد أشهر المتاحف بفرنسا !

سرقة أحد أشهر المتاحف بفرنسا !

في نهار أحدٍ عادي بوجه باريس، تسلل أربعة لصوص متمرّسون إلى أحد أرقى المتاحف في العالم، متحف اللوفر، و إختطفوا من داخله ثمانية من أكثر المجوهرات قيمةً في التاريخ الفرنسي في عمليةٍ دامت أقل من سبع دقائق.

و حين فتحت أبواب المتحف صباحاً، لم يكن الزوار يتوقعون أن الساعات القادمة ستحمل لحظةً مفتوحة على السينما و السرقة : تسلّل الجناة إلى جانب واجهة المبنى المواجهة لنهر السين، حيث كانت معداتٌ إنشائية تجري أمام المتحف، فإستغلوها كغطاء.

ركّبوا سلماً كهربائياً يُشبه ذاك الذي تُستخدمه شركات النقل لنقل الأثاث عبر نوافذ، ثم إقتربوا من نافذة في الطابق الثاني تطلّ على صالة Galerie d’Apollon، حيث تُعرض المجوهرات الملكية الفرنسية.

بوسائل مباشرة : قاموا بقطع الزجاج بإستخدام قاطع أقراص كهربائي، و هددوا الحراس بأدوات الزينة (angle grinders)، ثم حطموا صناديق العرض الزجاجية، و إنطلقوا بها على دراجات نارية قبل أن يعود الزوار أو الحراس ليدركوا ما حصل.

من الأشياء التي سُرقت : تيّارة من مجموعة الملكة Marie‑Amélie و تلك الخاصة بالأميرة هانترز، عقد من الياقوت — و مجوهرات من مجموعة الإمبراطورة Eugénie de Montijo تحمل أكثر من 1 300 ماسة و 56 زمردة.

أما التاج نفسه فقد تُرك خارج المتحف، مكسوراً، بعد أن أسقطه اللصوص هاربين.

و قد وصفت السلطات الفرنسية هذا السطو بأنه «هجومٌ على إرثٍ نعتزّ به لأنه تاريخنا».

و لأن المتحف يُعدّ الأكثر زيارةً في العالم، فإن إختراقه بهذه السرعة و الجرأة يضع أسئلةً واسعة حول أمن التراث الثقافي، و دول تعتمد عليه كمصدر جذب سياحي «آمن».

في الخلاصة، ليس الأمر مجرّد سرقة قطعٍ ثمينة، بل احتفال بالجريمة في أبهى صورها: دخولٌ عنيفٌ هادئ، خروجٌ سريع، ضحّيةٌ هي الرموز العريقة، و جميعنا شاهد. الآن، تبقى المجوهرات في مكانٍ ما، و ربما تحت تصفيةٍ أو إعادة صياغة، بينما تُطرح أسئلةٌ أكبر: كيف كان من الممكن أن يُنفّذ هذا التخطيط ؟ و أين كانت الحواجز التي من المفترض أن تمنع «سبع دقائق» من سرقة التاريخ ؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *