زحام قياسي في بلاك فرايداي الأمريكي…و لكن الصفقات تختفي تحت وطأة الأسعار المرتفعة
شهدت المتاجر الأمريكية في يوم بلاك فرايداي تدفقاً غير مسبوق من المتسوقين، في مشهد يعكس استمرار قوة الإقبال الشعبي على موسم التخفيضات رغم الضغوط الإقتصادية. غير أن الحشود الكبيرة لم تجد ما إعتادت عليه من عروض مغرية، إذ بدت التخفيضات هذا العام أقل سخاءً وسط إرتفاع ملحوظ في الأسعار و تردد الشركات في تقديم خصومات عميقة قد تؤثر على أرباحها.
و يشير خبراء التجزئة إلى أن المستهلكين دخلوا الموسم بعقلية أكثر حذراً، حيث يطغى البحث عن الضروريات على الرفاهيات، في وقت تحاول فيه العلامات التجارية موازنة جاذبية العروض مع التحديات المالية التي فرضتها تكاليف الإنتاج العالية. و على الرغم من أن الأعداد القياسية أعطت دفعة قوية لحركة المبيعات، فإن الإنطباع السائد لدى المتسوقين هو أن “صفقات الأمس لم تعد موجودة اليوم”.
و يرى محللون أن هذا التحول قد يعيد تشكيل سلوك المستهلك الأمريكي خلال السنوات المقبلة، إذ يتوقع أن تتجه الأسر إلى التخطيط المسبق للمشتريات و إنتظار التخفيضات الحقيقية بدلاً من الإندفاع وراء عروض تبدو جذابة لكنها لا توفر وفراً كبيراً. و بين زحمة أبواب المتاجر و إرتفاع الأسعار، خرج بلاك فرايداي هذا العام برسالة واضحة : الإقبال لا يعني بالضرورة الرضا.
