جنرال السلام…مفترق طرق جنيف بين واشنطن و كييف و أوروبا

جنرال السلام…مفترق طرق جنيف بين واشنطن و كييف و أوروبا

في ظل توتر متصاعد و أصوات متضاربة، إجتمعت وفود رفيعة المستوى من الولايات المتحدة و أوكرانيا و أوروبا اليوم في جنيف لنقاشٍ حاسم حول خطة سلام مثيرة للجدل.

المقترح الأميركي من 28 نقطة، الذي طرحه الرئيس دونالد ترمب، يطالب أوكرانيا بتنازلات كبيرة، من بينها التخلي عن أراضٍ، و تقليص قدراتها العسكرية، و التخلي عن حلم الإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” — شروط ترى فيها كييف كثيرين بمثابة إستسلام لمطالب موسكو.

لكن المفاجأة لم تتوقف عند حدود النقاط المثيرة، فالغضب و الإرتباك إنتشرا بين حلفاء أوكرانيا الأوروبيين الذين أعربوا عن إستغرابهم و أسفهم لعدم إستشارتهم عند صياغة الخطة.

الوفد الأميركي بقيادة وزير الخارجية ماركو روبيو، و سفير ترمب الخاص في الملف الأوكراني ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى وزير الجيش دانيال دريسكول، وصل إلى جنيف ليبدأ محادثات وصفها مسؤولون أميركيون بأنها “إستكشافية”.

من الجانب الأوكراني، يقود الوفد أندري يرمك، رئيس مكتب الرئيس زيلينسكي، بمشاركة مسؤولي أمن كبار، في محاولة للدفاع عن ما يرونه “كرامة و سيادة وطنية لا يمكن المساومة عليها”.

أما الأوروبيون، فمثلهم في الإجتماع مستشارو الأمن القومي من فرنسا و بريطانيا و ألمانيا، ضمن تحرك أوسع لإعادة صياغة الخطة بما يحفظ مصلحة كييف دون إنفراط العقد الغربي.

و تروم جنيف أن تكون محطة محورية : هل تتحول هذه الخطة إلى قاعدة تفاوض متوازنة، أم أنها فخ دبلوماسي، يقيد أوكرانيا مقابل وعود أمنية هشة ؟ ترمب نفسه أوضح أن عرضه “ليس النهائي”، ما يفتح الباب أمام تعديلات قبل الموعد المحدد للرد من كييف.

لكن التوتر يكمن في التفاصيل : كيف يمكن لدولة مدرعة بالحرب أن تقبل بشروط تقلل من قوتها ؟ و ماذا إن تم التوصل لاتفاق سريع من دون ضمانات كافية ؟ الأوروبيون يطالبون بعمل إضافي، بينما الأمريكيون لا يخفون أنهم يسعون إلى تسوية تُنهي الصراع — لكن ليس بأي ثمن.

في جنيف اليوم، الخطوة الأولى نحو “السلام الممكن” تتوسط مفترق طرق دبلوماسي حاد، و ما ستُسفر عنه هذه المحادثات قد يعيد رسم مستقبل أوكرانيا على مستوى المصالح، و الكرامة، و الأمن.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *