جامايكا في مواجهة خطر صامت : تفشي قاتل لمرض اللِبتوسبيروز بعد إعصار ميليسا

جامايكا في مواجهة خطر صامت : تفشي قاتل لمرض اللِبتوسبيروز بعد إعصار ميليسا

تشهد جامايكا حالة إستنفار صحي واسعة بعد الإعلان عن تفشٍ قاتل لمرض اللِبتوسبيروز عقب مرور إعصار ميليسا الذي خلف وراءه دماراً واسعاً و بيئة ملائمة لإنتشار الأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة.

و ذكرت السلطات الصحية أن عدداً من الحالات المؤكدة تم تسجيله خلال الأيام التي تلت الإعصار، في وقت تستمر الأمطار الغزيرة و الفيضانات في تعقيد الجهود الرامية إلى إحتواء الوضع.

و يعزو الخبراء هذا الإرتفاع المفاجئ في الإصابات إلى إختلاط مياه الفيضانات بمخلفات الحيوانات و القوارض، مما خلق بؤراً ملوثة ساهمت في إنتقال البكتيريا المسببة للمرض إلى السكان في عدة مناطق متضررة. كما أشارت الفرق الطبية الميدانية إلى أن العديد من الحالات لم يتم رصدها في وقت مبكر بسبب صعوبة الوصول إلى بعض التجمعات السكانية التي عزلتها الإنهيارات و إنقطاع الطرق.

و تبذل وزارة الصحة جهوداً مكثفة لإحتواء تفشي المرض عبر تعزيز حملات التطهير و توزيع المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى إطلاق حملات توعية تحث السكان على تجنب المياه الراكدة و طلب الرعاية الطبية فور ظهور أي أعراض مشتبهة.

و في الوقت نفسه، تعمل فرق الإنقاذ على تسريع عمليات إجلاء الأسر المتضررة و إيوائها في مراكز آمنة بعد تقييم الوضع البيئي في المناطق الأكثر خطورة.

و أعرب مسؤولون في الحكومة عن قلقهم من أن يؤدي التأخر في السيطرة على الوضع الصحي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي خلفها الإعصار، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة على المنشآت الصحية التي تستقبل أعداداً متزايدة من المصابين.

كما دعت السلطات شركاءها الدوليين إلى تقديم الدعم العاجل سواء من حيث الإمدادات الطبية أو فرق الخبراء المتخصصة في إدارة الأوبئة بعد الكوارث الطبيعية.

و يترقب السكان نتائج التحاليل الوبائية الجارية، وسط مخاوف من إتساع نطاق إنتشار المرض إذا إستمرت الظروف المناخية غير المستقرة، و هو ما يجعل من مكافحة اللِبتوسبيروز تحدياً صحياً جديداً يضاف إلى آثار الدمار الذي خلفه إعصار ميليسا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *