إجتماع سري في ميامي بين مسؤولين من فريق ترامب و مبعوث روسي يثير جدلاً واسعاً حول مبادرة جديدة تخص الحرب في أوكرانيا
أثار إجتماع عُقد مؤخراً في مدينة ميامي بين مسؤولين سابقين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب و ممثل روسي حالة من الجدل و التساؤلات داخل الأوساط السياسية الأميركية و الدولية، بعدما تسرّبت معطيات تشير إلى أن اللقاء تناول ملامح مقترح جديد يتعلق بمستقبل الحرب في أوكرانيا.
و يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه الملف الأوكراني حالة من التعقيد المتزايد، وسط غياب بوادر إنفراج قريب في ظل إستمرار العمليات العسكرية و تصلب مواقف الأطراف المعنية.
و وفق مصادر مطلعة، فقد ركز الإجتماع على بحث إمكانية صياغة تصور بديل لوقف القتال، إلى جانب مناقشة ترتيبات أمنية قد تُعرض على الأطراف المتنازعة في مرحلة لاحقة.
و رغم غياب التفاصيل الرسمية حول مضمون النقاشات، إلا أن مجرد عقد اللقاء خارج القنوات الدبلوماسية التقليدية أثار شكوكاً بشأن مدى توافقه مع السياسة الخارجية الرسمية للولايات المتحدة، و ما إذا كان يمهد لمبادرة غير معلنة يمكن أن تعيد تشكيل مسار الصراع.
و أشارت تحليلات سياسية إلى أن الإجتماع قد يعكس مساعي بعض المقربين من ترامب لصياغة رؤية موازية للحل في حال عودته إلى المشهد السياسي، خاصة أن مواقفه السابقة تجاه روسيا و أوكرانيا كثيراً ما أثارت الجدل خلال فترة رئاسته.
كما يرى مراقبون أن موسكو قد تكون مهتمة بإختبار توجهات الشخصيات الأميركية المؤثرة خارج الإدارة الحالية، في محاولة لإستشراف التحولات المحتملة في موقف واشنطن تجاه الحرب.
و في المقابل، لم تصدر أي توضيحات رسمية من الجانب الروسي حول خلفيات الإجتماع، بينما إكتفى المسؤولون الأميركيون الحاليون بالتأكيد على أن السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا ثابتة و لا تخضع لأي قنوات موازية أو مفاوضات غير رسمية.
و بينما تتواصل التساؤلات حول فحوى المقترح المتداول، يظل الغموض سيد الموقف في إنتظار أي تصريحات رسمية قد تكشف عن طبيعة الإتصالات الجارية و تداعياتها على مستقبل النزاع الأوكراني.
و يسود إعتقاد واسع بأن هذا اللقاء سيبقى محور نقاش سياسي محتدم خلال الأيام المقبلة، نظراً لتأثيره المحتمل على التوازنات الدولية في واحدة من أعقد الأزمات الجيوسياسية الراهنة.

