عاجل… فضيحة تعليمية بفرعية أولاد عشي: أقسام تنهار وتلاميذ في العراء… والبحث ينصب على “الحجام” بدل إصلاح “الصمعة”
سطات : بوشعيب نجار
في مشهد يعيد طرح السؤال الأبدي حول واقع المدرسة القروية، تعيش فرعية أولاد عشي التابعة لمجموعة مدارس الجدودة – دار الشافعي ضواحي سطات على وقع احتقان غير مسبوق، بعدما أعلنت الساكنة مقاطعة الدراسة بشكل شامل احتجاجا على الإهمال البنيوي الذي حول المؤسسة إلى أطلال.
القصة انفجرت حين تداول الرأي العام فيديو صادم الاسبوع الماضي يظهر تلاميذ الفرعية وهم يتابعون دروسهم في العراء، بعد أن تحولت الحجرات المفككة إلى “بيوت أشباح” غير صالحة للاستعمال. الفيديو كشف المستور وانشار حشرة “الهمشة”، مما دفع جمعية الآباء إلى مراسلة المدير الإقليمي مطالبة بتدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. غير أن الرد جاء في الاتجاه المعاكس تماما.
فبدل أن تباشر اللجنة التي أوفدتها المديرية الإقليمية بسطات عملية تقييم الأضرار ومعرفة حجم أعطاب المؤسسة، اختارت الدخول في تحقيق مع أستاذة يشتبه في أنها سربت الفيديو، في خطوة وصفت بأنها “هروب إلى الأمام” ومحاولة لإسكات من يكشف الحقيقة. الأستاذة وفق مصادر مطلعة ، انهارت أثناء التحقيق ونقلت إلى مستشفى الحسن الثاني بسطات لتلقي الإسعافات.
مشهد اختزلته الساكنة بعبارة: “طاحت الصمعة… علقّو الحجام”،فعوض البحث في أعطاب الوزارة وترميم حجرات تُفترض أن تحمي التلاميذ من البرد والحرارة، انصب التركيز على تحميل المسؤولية للطرف الأضعف، كما لو أن الأستاذة مجرد “حاط قصير” تعلق عليه أخطاء تدبير سنوات طويلة.
هذا التعامل فجر غضبا واسعا، لتقرر الساكنة تعليق الدراسة إلى حين توفير حجرات في المستوى، وفتح تحقيق حقيقي حول أسباب الإهمال، وليس فقط طريقة تسريب الفيديو. فالقضية بالنسبة لهم ليست “من صور؟”، بل “من ترك المدرسة في هذا الوضع؟”.
وتشدد فعاليات محلية واقليمية حقوقية على أن فرعية أولاد عشي ليست الاستثناء، بل نموذجا صارخا لـ مدرسة عمومية تركت على قارعة النسيان، فيما تنشغل الجهات المسؤولة بملاحقة من يفضح الخلل بدل إصلاحه.
الساكنة توجه اليوم أسئلة مباشرة الى الجهات المسؤولة:
من يجرؤ على مواجهة الواقع بدل الدوران حوله؟
من يحاسب من ترك التلاميذ يدرسون في العراء؟
وهل يعقل أن تكون الأولوية هي “التحقيق مع الأستاذة” بدل بناء حجرات تحفظ كرامة التلميذ المغربي؟
الانتظار طال… وأولاد عشي اليوم ليست مجرد قضية محلية، بل مرآة تعكس ما تعيشه مدارس قروية كثيرة في المغرب، حيث يتكرر المشهد: تسقط الصمعة… ويعلق الحجام.

